يوم الأربعاء، يفتتح «مهرجان السينما الأوروبية الـ 21» في «متروبوليس أمبير صوفيل» بفيلم «رأس المال البشري» (2014 ــ يعرض مجدداً 6/12 ــ س:22:30) للمخرج الإيطالي باولو فيرزي المقتبس عن رواية الأميركي ستيفان أميدون. منذ فيلمه الأول «الحياة الجميلة» (1994) الذي حاز عنه «جائزة دايفيد دي دوناتللو» لأفضل مخرج جديد، يعد فيرزي (1964) من رواد الكوميديا الإيطالية ولو أنّه اتجه صوب الدراما في أعماله الأخيرة. في «رأس المال البشري» الذي سيمثل إيطاليا في جوائز الاوسكار هذه السنة، يرسم فيرزي على طريقته بورتريه قاسياً عن إيطاليا المعاصرة على غرار «الجمال العظيم « لباولو سورنتينو ولو أنه لا مجال للمقارنة بين الفيلمين، حيث المقاربة السينمائية للمخرجين تختلف جذراً الواحدة عن الأخرى. انطلاقاً من حادثة سير يذهب ضحيتها سائق دراجة، يعود المخرج في الزمن ليشرح الأحداث التي قادت إلى هذه اللحظة. يصوّر أفراد العائلات الثرية المتورطة في القضية. إنّها القصة نفسها يرويها كل مرة من وجهة نظر شخصية مختلفة، مقسماً فيلمه إلى فصول ولو أن القصص التي يتناولها المخرج والصراعات التي يبنيها تتفاوت في إتقانها الدرامي. لكن كارلا أم المراهق المتهم في الحادثة التي تؤديها الممثلة فاليريا بروني تيديشي ببراعة، تبرز كمحور الفيلم ونقطة قوته. كارلا هي ممثلة سابقة ومتزوجة من رجل أعمال غني، وتسعى لإنقاذ المسرح القديم المهدد بالردم في محاولة للهرب من حياة لا تشبهها. سرعان ما تتراجع عنها لتعود إلى سجن رأس المال الذي يشكله زواجها. في العلاقة بينها وبين زوجها، يصوّر المخرج الهوة بين حقبتين حيث يمثل المسرح القديم الحلم المنفلت من شروط العالم المادي، ذلك الماضي الذي تحن إليه كارلا، لكن يستحيل الرجوع إليه. القيمة الاقتصادية للفرد أصبحت المعيار الأساسي كما العنوان الذي اختاره المخرج «رأس المال البشري». ومن السويد،
الافتتاح مع «رأس المالالبشري» الذي يرسم «بورتريه» قاسياً عن إيطاليا المعاصرة


يعرض فيلم «كُل ونام ومت» (2012 ـــ 27/11 ـ س: 20:00) لغابرييلا بيشلر الذي هو باكورتها الروائية الطويلة. العمل الذي حاز العديد من الجوائز واختير لتمثيل السويد في الأوسكار، يروي قصة رازا الشابة العشرينية التي تهتم بأبيها المريض وتبحث عن وظيفة بعد طردها من المصنع حيث كانت تعمل سابقاً. الحوارات الواقعية والعفوية التي يؤديها الممثلون غبر المحترفين بأغلبهم والكاميرا المحمولة التي تعتمدها المخرجة، تخلقان حميمية بين المشاهد والشخصيات. يصوّر الفيلم حياة الشريحة الأكثر فقراً من السويديين، وأغلبهم من المهاجرين مثل رازا المسلمة كما يذكر الفيلم بشكل عابر من دون أن يشكل ذلك علامة فارقة في رسم شخصيتها، ما يبتعد من الكليشيه. أما من ألمانيا، فيبرز «الهروب من مراكش» (2013 ـ 28/11 ـ س:17:30) لكارولين لينك التي حاز فيلمها «لا مكان في أفريقيا» (2001) أوسكار أفضل فيلم أجنبي. يصوّر الفيلم أباً وابنه يعيدان تعريف علاقتهما أثناء استكشافهما مدينة مراكش. ومن بريطانيا، فيلم التشويق «71» (2014 ـ 5/12 ـ س:20:00) ليان دومنج من بطولة جاك أو كونيل. يروي الشريط قصة جندي بريطاني ينفصل عن وحدته في بلفاست في إيرلندا الشمالية أثناء المواجهات التي اندلعت عام 1971. لأفلام التحريك حصة من المهرجان مع الشريط الروائي الطويل «جاك وميكانيكية القلب» (2014 ـ 30/11 ـ س:15:00) من إخراج ستيفان بيرلا وماثياس مالزيو. الشريط يروي قصة جاك الذي يولد في النهار الأكثر برودة في العالم، فيتجمد قلبه. لكن القابلة تنقذه وتضع ساعة مكان قلبه. لكن لكي يبقى على قيد الحياة، ممنوع عليه أن يختبر مشاعر قوية مثل الغضب أو الحزن أو الأسوأ منها جميعاً أي الحب. كذلك، يعرض فيلم «يومان وليلة واحدة» (2014 ـ 1/12 ـ س: 20:00) للمعلمين البلجيكيين جان بيار ولوك داردين الذي سيمثل بلدهما في الأوسكار هذه السنة. العمل الذي تؤدي بطولته ماريون كوتيار وفابريزيو رونجيون، يتناول قصة موظفة تأخذ إجازة من العمل لإصابتها بالاكتئاب. أثناء ذلك، يمنح المدير زيادة مالية لبقية الموظفين الذين يتناوبون على القيام بعملها، ويطلب منهم التصويت مقابل طرد ساندرا أو تخليهم عن الزيادة التي حصلوا عليها. من صربيا، يعرض «ممروش» (2013 ــ5/12 ـ س:17:30) لممسيلو مرداكوفيتس. عبر أسلوب الكوميديا السوداء، يتناول المخرج قصة بيرا، رجل في منتصف العمر لا يزال يعيش مع أمه في بلغراد قبيل قصف الناتو عام 1999. وبعد إقفال دار السينما القديمة التي يديرانها سوية، ينتقل الاثنان إلى أميركا حيث لا يجد بيرا عملاً بسبب استخدام وسائل الفيديو الرقمية في دور العرض. يمتاز الشريط بطرافته الذكية ومناقضته لصورة البطل المثالي حيث بيرا يعرف عن نفسه بأنه صربي وجبان في آن. كذلك، يخالف كل مبادئ النجاح في العصر الحديث من الاستقلالية عن الأهل المادية والعاطفية. كذلك، يعرض من هنغاريا «أغلايا» (2012 ـ 30/11 ـ س: 15:00) لكريستينا دياك عن فتاة تولد في عائلة تعمل في السيرك. عبر اللغة السينمائية، تجسد المخرجة خصوصية نظرة الطفلة إلى الحياة الاستثنائية التي تعيشها، والحرية التي تتحول من مصدر بهجة إلى قلق. السينما النضالية واليسارية حاضرة بقوة مع رمزها كين لوتش. سيعرض للمعلم البريطاني «قاعة جيمي» (2014 ــ 29/11 ـ س:22:30) الذي نافس في «مهرجان كان السينمائي» مقارباً مرة أخرى المسألة الايرلندية من خلال شخصية جيمي غرالتون الذي قاد «مجموعة العمال الثوريين» التي شكلت نواة «الحزب الشيوعي الايرلندي» ثم رحِّل إلى الولايات المتحدة عام 1933. ضمن فيلم السيرة والتاريخ أيضاً، نشاهد «فاليسا: رجل الأمل» (2013 ــ 29/11 ـ س: 20:00) للمخرج البولندي أندريه واجدا (سيناريو: الكاتب البولندي يانوش غلوفاتشي). يتناول الفيلم سيرة النقابي والسياسي البولندي ليش فاليسا (1943)، الرئيس البولندي السابق من 1990 حتى 1995 والمؤسس لـ «حركة التضامن» (اتحاد نقابة العمال البولندي) التي تعدّ أول نقابة مستقلة في الكتلة الشرقية السابقة. وقد أنجز واجدا الشريط بمناسبة مرور 30 سنة على تأسيس النقابة عام 1980. ومن التاريخ والنضال والثورة إلى الحبّ مع شريط «شغف ماري» (2012 ـ 6/12 ـ س:20:00) للسينمائي الدانمركي المعروف بيل أوغست. يغوص الفيلم في قصة الحبّ التي نشأت بين الرسامين ماري وبيدر سيفيرين كروير في أواخر القرن التاسع عشر.
من الأفلام القصيرة المهمة التي ستعرض «هليوم» (2014 ـ 27/11 ـ س:18:30) للمخرج الدنماركي أندرز والتر الحائز الأوسكار. الشريط يتناول صداقة تنشأ بين ألفرد الطفل المريض في المستشفى في أيامه الأخيرة وأنزو العامل في المستشفى. يسعى أنزو لتبديد مخاوف ألفرد راوياً له عن عالم بديل من الجنة اسمه «هليوم» ستأتي سفينة فضائية وتصطحبه إليه لأن ألفرد يتخيل أن الجنة ستكون مضجرة. يلعب المخرج في أسلوبه السينمائي على التناقض بين ديكور المستشفى البارد والخالي من الحياة و»هليوم» العالم الدافئ المتخيل الذي يصفه أنزو لألفرد بجمالية مبتكرة. بالاضافة إلى أفلام الطلاب اللبنانية القصيرة التي ستعلن أسماء مخرجيها الفائزين في نهاية المهرجان، تستعيد هذه الدورة فيلم الخيال العلمي الصامت «امرأة على القمر» (1929 ـ 5/12 ـ س: 21:30) لفريتز لانغ، وآخر أعمال المخرج الفرنسي الراحل آلان رينيه «أن تحب وتشرب وتغني» (2014 ـ 28/11 ـ س:22:30) و«ألفافيل» (1965 ـ 29/11 ـ س:17:30) لجان لوك غودار. أما في الحفل الاختتامي، فستواكب موسيقى حية من عزف جيوفاني تشيكاريللي (بيانو) ومارتشيللو أللوللي (ساكسوفون) الفيلم الإيطالي الصامت «سنير» (1917 ـ 8/12 ـ س:20:00) في نسخته المرممة من إخراج فيبو ماري.

* «مهرجان السينما الأوروبية الـ 21»: بدءاً من 26 ت2 (نوفمبر) حتى 8 كانون الأول (ديسمبر) ـ «متروبوليس أمبير صوفيل» ــ للاستعلام: 01/204080 ـــ البرنامج كاملاً على موقعنا.




شادي عبد السلام

يحتضن «مهرجان السينما الأوروبية» 41 فيلماً روائياً حديثاً (من بينها ثلاثة للأطفال) وفيلمين أوروبيين قصيرين، وفيلمين روائيين من سويسرا وصربيا، إلى جانب 6 أفلام خيال علمي تعود للفترة بين 1916 و1980. كذلك، نشاهد 20 فيلماً قصيراً أخرجها طلاب من معاهد سينمائية لبنانية. وكحدثين خاصين، تستضيف «جمعية متروبوليس» فيلم «المومياء» (1969 ــ30/11 ـ س:20:00) للمصري شادي عبد السلام (الصورة)، ترافقه موسيقى حية ألّفها ويؤديها اللبنانيان رائد ياسين وشريف صحناوي. وبالتعاون مع «المعهد الثقافي الفرنسي»، يمتدّ المهرجان إلى سبع مدن لبنانية هي: صيدا (3 ـ5 كانون الأول)، والنبطية (4 كانون الأول)، وصور (11 كانون الأول)، وطرابلس (5-7 كانون الأول)، وجونيه (5-12 كانون الأول)، وزحلة (8-10 كانون الأول)، ودير القمر (11-15 كانون الأول).

http://cdn.metropoliscinema.net/wp-content/uploads/2014/11/21st-EFF-Full-Programme.jpg