في عام 2009، كان مقرّراً وصول النجم السوري دريد لحام (الصورة) إلى قطاع غزة في زيارة تضامنية. حينها، أوردت الصحافة عن نيّة صاحب مسرحية «غربة» تقديم عرض مسرحي هناك ليكون بمثابة رسالة تحدٍّ في وجه الاحتلال، لكن الزيارة لم تتحقق بسبب منع السلطات المصرية “غوار” من تجاوز «معبر رفح» بحجة أنه مغلق نهائياً. الحادثة عادت إلى الأذهان أخيراً بعدما أوقفت السلطات المصرية لحّام في مطار القاهرة لدى توجّهه مع وفد سوري رسمي للمشاركة في فعاليات «مونديال الإذاعة والتلفزيون» (انطلق في 20 الشهر الحالي ويختتم في 24 منه) في مدينة الإنتاج الإعلامي، وتكريمه على مسرح المهرجان.لكن سرعان ما سرّبت أخبار تفيد بأنه جرى إيقاف الممثل لساعات عدّة في مطار القاهرة، بحجة أنّ أوراقه غير مكتملة، ولم تنفع تدخلات زملائه الفنانين لمعالجة الموضوع، إلى أن تدخّلت «البعثة القنصلية» وهي الجهة الرسمية التي تمثل سوريا في مصر، حتى سمح للكوميديان بالدخول. وفي اتصال لـ «الأخبار»، فضّل ثائر لحام، نجل الممثل ومدير أعماله نفي الخبر، وقال إنّ والده “عبر على نحو طبيعي، وخصوصاً أنه سافر بعد دعوة رسمية من أجل تكريمه”، لكن الدعوات الرسمية لم تشفع لعدد من الفنانين الذين تكرّر معهم الموضوع أكثر من مرة.

سبق لعابد فهد أن عانى الموضوع نفسه، عندما كان متوجّهاً لإجراء لقاء مع الإعلامي معتزّ الدمرداش في برنامج “مصر الجديدة” (قناة “الحياة 2”) مطلع الشهر الحالي. وقد تسرّب الخبر سريعاً، حتى اضطر نجم «الولادة من الخاصرة» إلى توضيحه في إطلالته الإعلامية في “مصر الجديدة”. أما جواز السفر الغيني، الذي حمله النجم جمال سليمان، فكان سبباً دفع السلطات المصرية إلى توقيفه في مطار القاهرة، لكن نجم «أفراح إبليس» خرج ليكذّب الخبر، ويرى أن تأخيره لوقت قصير إجراء روتيني، وتوجّه بالشكر إلى السلطات المصرية التي لم تعامله يوماً إلا معاملة جيدة (الأخبار 28/1/2014). ونال السينمائي السوري محمد ملص نصيباً أكبر من المنع لمرتين، الأولى عندما كان متوجّهاً ليرأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة في الدورة الـ17 من «مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة». يومها كتب ملص رسالة عبر “الأخبار” خاطب فيها وزير الثقافة جابر عصفور، قال فيها «ما الذي يدعو إلى وضع اسمي على لائحة المنع من الدخول إلى مصر، وتالياً وضعي في دائرة شبهة لا أعرف أسبابها ولا تليق بي وباسمي ومواقفي». مع ذلك، تكرّر الأمر مع صاحب «أحلام المدينة» في «مهرجان الاسكندرية»، ومنع من تسلّم جائزة كان يفترض أن ينالها. ولم توافق السلطات المختصّة على منح تأشيرة دخول لمجموعة من النقاد والسينمائيين السوريين منهم بندر عبد الحميد، وزياد العبد الله، وبشار إبراهيم برغم دعوتهم منذ أشهر لحضور فعاليات «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الأخير. يلتزم معظم الفنانين السوريين الذين يواجهون سلوكيات مماثلة في مطارات مصر، الصمت خوفاً من مواقف أكثر ديكتاتورية، لكن يبدو أن حكم العسكر يفرض على المبدعين السوريين تغيير جهة البوصلة عن البلد الذي عُرف تاريخياً بأنّه «قبلة الفنانين العرب».