ترتبط أندية كرة القدم ارتباطاً قوياً بقمصانها وتحديداً من حيث ألوانها وحتى إن بعضها بات يلقَّب بلون قميصه، الا أن اللون الأحمر يبقى الأكثر انتشاراً وحظوة بين الألوان الأخرى وهذا ما تثبته الدراسات العلمية.صحيح أن شركات تصنيع الأدوات الرياضية تتفنن في تصميم قمصان الأندية والمنتخبات، إلا أن أيا منها لا يجرؤ على الاقتراب من ألوان هذه القمصان.

لون القميص لهذا النادي وذاك المنتخب يعد «خطاً أحمر» لا يمكن المساس به، فهذا اللون يمثل هوية للفرق والمنتخبات وحتى انه بات مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بها، وهذا ما يمكن ملاحظته بوضوح من خلال الألقاب التي تطلق على هذه الأندية والمنتخبات والمتعلقة بالألوان، وهذا ما نجده مثلاً في ايطاليا في ميلان المعروف بـ «الروسونيري»، أو في إسبانيا حيث يعرف برشلونة بـ «بلاوغرانا» أي الأزرق والأحمر، وفي إنكلترا حيث يعرف مانشستر يونايتد بـ «ريد ديفلز» أي «الشياطين الحمر» وليفربول بـ «الريدز» أي «الحمر» وتشلسي بـ «البلوز»، فيما يعرف فريق سانت اتيان في فرنسا بـ «الخضر»، بينما في صربيا فإن أحد الفرق الشهيرة يحمل في اسمه لوناً، وهو النجم الأحمر.
من هنا، فإن مسألة اللون تمثل أهمية قصوى للأندية وهويتها وحتى إنها باتت حاضرة في «اللاوعي» عند متابع الكرة، إذ بمجرد ذكر اللون الأحمر مثلاً يحضر مباشرة الى الذهن فريق كليفربول، وكذا الحال مع أصفر منتخب البرازيل وغيرها من الألوان والفرق.
لكن في كرة القدم يبقى للّون الأحمر وقعه الخاص وأهميته. فهذا اللون الذي يلفت الأنظار عند رؤيته يرمز الى القوة والحماسة في عالم اللعبة، وهو الأكثر انتشاراً بين الفرق والمنتخبات على امتداد الكرة الأرضية، حتى إن أهم الأندية والمنتخبات تشتهر بارتدائه كمانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال الانكليزية وأتلتيكو مدريد الاسباني وبايرن ميونيخ الألماني وميلان الايطالي وبنفيكا البرتغالي وريفر بلايت الأرجنتيني والأهلي المصري ومنتخبات اسبانيا وبلجيكا وتشيلي وغيرها.
واذا كانت بعض الأندية والمنتخبات تشتهر باللون الأحمر منذ التأسيس لأسباب أو أخرى ترتبط مثلاً بالمؤسس أو بحدث معيّن وبسبب لون علم البلاد، فإن البعض الآخر عمد الى تبديل لون قميصه إلى الأحمر لهدف معنوي ونفسي وهو بث الحماسة لدى اللاعبين ولإرعاب الخصوم، حيث يبرز هنا فريق ليفربول او «الريدز»، أشهر الفرق في العالم التي ترتدي هذا اللون كزي كامل للفريق، اذ إن الفريق لعب منذ تأسيسه عام 1892 باللونين الأزرق والابيض، لكن بعدها بعامين وبغية تمييز قميص ليفربول عن قميص الفريق الثاني في المدينة إفرتون، ارتأت الإدارة تبديل اللون الأزرق بالأحمر للقميص وابقاء السروال باللون الأبيض، غير أنه في عام 1964 طلب المدرب الشهير للفريق، بيلي شانكلي، أن يكون الزي كاملاً باللون الأحمر لسبب آخر يختصره بقوله «الأحمر للقوة، الأحمر للخطر».
أما في الماضي القريب وتحديداً عام 2005، فقد فاجأ المنتخب الألماني العالم بقميص رديف لونه أحمر رغم أن «المانشافت» اشتهر بقميصه الرديف الأخضر الذي اعتمده بعد الحرب العالمية الثانية. وقتها كشف مدرب ألمانيا حينذاك، يورغن كلينسمان، أنه طلب اعتماد هذا اللون لبث الحماسة لدى اللاعبين وتحفيزهم بعدما مرّت الكرة الألمانية في فترة من الإنحدار.
في كرة القدم يبدو الاقتناع راسخاً بـ «المفعول السحري» للون الأحمر وتأثيره الكبير على الخصوم، وهذا ما تتحدث عنه العديد من الدراسات بينها دراسة لباحثين في جامعة مونستر الألمانية توصّلت لنتيجة أن اللون الأحمر يتيح تحقيق نجاح إضافي بنسبة 10 بالمئة، وأخرى قام بها باحثون في جامعتي بلايماوث ودورهام البريطانيتين لنتائج مباريات على مدى 60 عاماً، توصلت إلى أن الفرق بالقميص الأحمر حققت انتصارات أكثر من غيرها بألوان أخرى، واستندت الدراسة الى سيطرة اندية مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال على الكرة الإنكليزية.
أما «الدليل القاطع» على فاعلية اللون الأحمر، فيبقى منتخب إنكلترا الذي حقق لقبه الوحيد في المونديال عام 1966 عندما كان بوبي تشارلتون ورفاقه يرتدون القميص باللون الأحمر، فيما لم يجلب لهم بعدها اللون الأبيض سوى الخيبات.