لم تصطحب النجمة السورية كاريس بشار (الصورة) كاميرتها في رحلتها من اللاذقية إلى بيروت، لأن دورها كمصوّرة صحافية تغطّي الأحداث في المناطق الساخنة ينتهي بمجرد خروجها من لوكيشن فيلم «أهل الشمس» (كتابة وإخراج باسل الخطيب وإنتاج «المؤسسة العامّة للسينما»). لذا كان من السهل أن تواجه موقفاً مماثلاً للموقف الذي تعرضت له زميلتها أمل عرفة قبل أيام عند «بوابة المصنع» الحدودية (الأخبار 13/11/2014). لكن الفرق الوحيد هنا أن الإشكال الذي صادفته نجمة «قلم حمرة» كان على «بوابة العريضة» (شمال لبنان) كونها كانت قادمة من موقع تصوير الفيلم في محافظة اللاذقية. هكذا، قادها حظها السيء نحو كوة العنصر الذي بات يترك كل مهامه ويجعل من النجمة السورية شغله الشاغل. وقد أراد اليوم تطبيق القانون بحذافيره، فسأل مضيفته عن الإقامة، ومن ثم استطرد مستفسراً عن إذن العمل كونها آتية إلى بيروت لتصوير أعمال فنية تطبيقاً لتوصيات الجهات المختصة بسن القوانين الفنية. لكن نجمة «خواتم» أخبرته أنها لا تريد الدخول من أجل العمل، بل هي أم وابنها يدرس في المدارس اللبنانية، وأنها تملك تأشيرة دخول إلى دولة الإمارات، كما أنها تحمل عقد إيجار لمنزل في لبنان، وهي ممثلة معروفة. لكن كل ذلك لم يزحزح قناعات عنصر الأمن العام اللبناني عن تطبيق القانون بصرامته.

وما كان من كاريس إلا أن بادرت للاتصال ببعض زملائها الذين جرّبوا مساعدتها لحين وصول النجم جهاد سعد مصادفة إلى الحدود، وقد تمكن بصعوبة بالغة من إقناع العناصر بوضع ختم الدخول على جواز سفر زميلته والسماح لها بالدخول إلى «ست الدنيا».
هذه الحالة باتت سمة الحدود السورية اللبنانية، وهي استكمال لخطوة التدقيق على كل السوريين الوافدين إلى لبنان، وقد بدأ أغلب الممثلين السوريين المقيمين هنا بالبحث عن حل قانوني يخولهم من الدخول والخروج براحتهم.
المشهد ذاته يتكرر في مصر، بينما تمتنع غالبية دول الخليج العربي عن منح تأشيرات دخول للسوريين. ربما لو كان الشاعر الفلسطيني محمود درويش على قيد الحياة، لاستبدل كلمة "كردي" في قصيدته الشهير لتصبح «ليس للسوري إلا الريح»!