منذ بداية الأحداث في سوريا ونحن نعيش هاجس إسقاط الدولة بجميع مؤسساتها، ثم تقسيمها وتفتيتها.تحوّل هذا الهاجس إلى خوف حقيقي بعد إعلان الأتراك نيّتهم إقامة منطقة عازلة في الشمال، وبعد ما تبدّى في الجنوب من عمق العلاقة بين المسلّحين و«إسرائيل». وما أجّج خوفنا وجعلنا نستشعر الخطر أكثر، ظهور حركة سياسية تضمّ شخصيات من جبل العرب غير معروفة، مقيمة في الخارج، ويُرجّح أن يكون لها ارتباطات مع الدوائر والغرف السوداء في كلّ من الولايات المتحدة وتركيا وربما «إسرائيل». هذه الحركة سمّت نفسها «سنديان»، وقد أعلنت ذلك في بيان تأسيسي.

فما الذي يدفعنا إلى الاشتباه في هذه الحركة والريبة منها؟
1ــ إن أسماء الأعضاء المؤسسين محاطة بالكتمان وبالسرية التامة.
2ــ إنها، وفقاً لبيانها التأسيسي، تحظى برعاية تركية لوجستياً ومالياً.
3ــ إنها تدعو الموحدين الدروز إلى ضرورة أن «يفكروا بمستقبلهم»، كما تدعوهم لتبنّي نظرية «تجزئة الحلول» بحيث تتولّى كل منطقة جغرافية استنباط الحلول لمشاكلها.
4ــ إنها تطرح مبدأ «أنْ ليس مطلوباً لمنطقة آمنة أن تنتحر لتثبت أنها متعاطفة مع منطقة أخرى».
5ــ إنها تطرح أيضاً، استكمالاً لهذا المبدأ، مقولة أن «دولة المواطنة لا تلغي الهوية الضيقة» للمجموعات المكوّنة للمجتمع.
6ــ إنها تدعو إلى توالي تأسيس منظومات مشابهة في كافة المناطق السورية، شرطَ أن يكون ثمة فصل كامل وتام بين مواردها، بحيث تكون كل منطقة مسؤولة عن توصيف مشكلاتها والبحث عن حلول لها.
7ــ إنها، وبسبب تعاظم فكرة أسلمة الدولة والمجتمع، تدعو إلى «الانفصال الإداري» بين المنظومات المختلفة مع الإبقاء على التعاون بينها.
8ــ يؤكد مؤسّسو الحركة أنها ستنال دعماً واعترافاً مطلقاً من «قوى دولية».
9ــ تدعو الحركة، بل وتتبنّى فكرة أنْ يقوم كل تنظيم محلي بمشاريع «اقتصادية تنموية» تموَّل من «المجتمع الدولي»، وهي تضمن ذلك.
10 ــ الأخطر في بيانها التأسيسي هو طرح نظرية «التسليح الآمِن للمجتمع الدرزي» بحيث يكون السلاح بيدها فقط، بذريعة منع الفوضى، ما قد يؤدي إلى اقتتال داخلي بين أبناء المجتمع الواحد.
هذه هي النقاط العشر الأساسية التي تعبّر عن خطورة هذه الحركة، إضافة إلى نقاط كثيرة لا تقلّ خطورة عنها، ما يجعل عموم الموحدين الدروز في سوريا وغيرها في دائرة الخطر الكبير الذي يجب التصدّي له بحزم وقوة.
لذلك، فإننا ندعو الموحدين الدروز في سوريا وفي كل أصقاع المعمورة إلى التنبّه لهذه المؤامرة الخطيرة التي تهدد حاضرهم ومستقبلهم، وتشوّه ماضيهم الوطني والقومي العريق، كما ندعوهم إلى التصدي لهذا التآمر عليهم وإفشاله والتمسّك بالهوية الوطنية والقومية ورفض كل هوية طائفية ــ سياسية.
لم يكن الدروز يوماً إلا حماة للمشروع القومي والوطني وأعداء للمشروع الانعزالي التفتيتي المتمثّل في مشاريع الفدرلة والكنتنة.
وعليه، فإننا ندعو كل قوى المجتمع الفاعلة في جبل العرب، مواليةً كانت أو معارِضة، إلى مواجهة هذا المشروع الذي يحمل بصمات تركية ــ إسرائيلية ــ قطرية، ووأده في المهد قبل أن يبصر النور ويهدد وجودهم.
فالحذر الحذر يا أبناء الثورة السورية الكبرى، يا أحفاد سلطان باشا الأطرش ورفاقه المجاهدين الأبطال ممّا يبيَّت لكم في غفلة منكم.
إن قائدكم وزعيمكم وقدوتكم الوطنية سلطان باشا الأطرش قد ثار ورفاقه من أجل حرية ووحدة واستقلال سوريا والعرب، ومن أجل وحدتهم جميعاً، فلا تخيّبوا له أملاً ولا تقبلوا ما رفضه آباؤكم وأجدادكم.
عشتم وعاشت سوريا حرة موحدة.

أحفاد أبطال الثورة السورية الكبرى، عنهم:
المهندس ثائر منصور سلطان الأطرش (سوريا)
الدكتورة ريم منصور سلطان الأطرش (سوريا)
المحامي ناصر صياح نسيب الداوود (لبنان)