انطلقت أمس في بيروت، بمشاركة عربية واسعة، فعاليات المنتدى العربي الثالث لحوكمة الإنترنت تحت شعار "رؤية عربية لصياغة مستقبل الإنترنت".المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين يناقش العديد من القضايا المتعلقة بالإنترنت، مثل البنية التحتية للإنترنت، والسياسات العامة المتعلقة بالإنترنت، والانفتاح والحقوق والواجبات، والخصوصية وإعادة بناء الثقة بالإنترنت، خصوصاً بعد المتغيرات العالمية التي شهدها الإنترنت في العامين الأخيرين.

يعد المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت النسخة الإقليمية من المنتدى العالمي لحوكمة الانترنت، والذي انبثق عن قمة الأمم المتحدة لمجتمع المعلومات في تونس في عام 2005 وبدأ العمل به كمنظومة منذ عام 2006. تم تأسيس هذا المنتدى بمبادرة من المنظمة الاقتصادية لغرب آسيا (الإسكـوا) وجامعة الدول العربية، ويعمل من خلاله كافة الأطراف في مجال الإنترنت جنباً إلى جنب لإيجاد الحلول الناجعة لأهم القضايا المتعلقة بالإنترنت في المنطقة.
يناقش المنتدى العديد من المسائل التنظيمية والسياسية المتعلقة بصناعة الإنترنت والقضايا المتعلقة بمستخدميها، مثل قضايا نشر الإنترنت الفائق السرعة وتطوير تطبيقاته، تحفيز المحتوى المحلي، حقوق المستخدمين، سياسات تخصيص الموارد التقنية الحرجة لشبكة الإنترنت، تأمين الفضاء الإلكتروني، حماية الخصوصية، تفاعل الشباب مع الإنترنت، تمكين الإبداع من خلال الإنترنت، إلى غيرها من القضايا ذات الصلة بالإطار العام المحدد لطبيعة الإنترنت التي نستخدمها.
الوزير حرب أعلن إطلاق المنتدى اللبناني لحوكمة الإنترنت

وتتنوع القضايا التي يناقشها المنتدى العربي الثالث لحوكمة الإنترنت بين ما يتعلق بالبنية التحتية والنفاذ إلى الإنترنت، والسياسات الدولية العامة للإنترنت، وآليات صنع السياسات المحلية، والانفتاح على الحقوق والمسؤوليات، إضافة إلى قضايا الخصوصية وإعادة بناء الثقة.
أكثر من ١٥ متحدثاً في جلسات اليوم الاول للمؤتمر، أبرزهم وزير الاتصالات بطرس حرب، ووزير التنمية الادارية نبيل دو فريج. حرب أعلن مباردة لإطلاق المنتدى اللبناني لحوكمة الإنترنت. وعرض حرب لعدد من القضايا التنظيمية المرتبطة بحوكمة الانترنت على المستوى العالمي، منها مبادرة النتمونديال التي أطلقتها رئيسة البرازيل، داعياً الدول العربية "نظراً لخصوصية أسواقها" إلى أن تمنح نفسها ما يكفي من الوقت قبل الانضمام الى هذه المبادرة. وبالرغم من ثنائه على "الزلزال" الذي أحدثه ادوارد سنودن بشأن طريقة سيطرة الولايات المتحدة وتنصتها على الانترنت، أوصى بضرورة عدم الدخول في الصراع الدولي الذي يقول بضرورة انتقال إدارة وحوكمة الانترنت الى الحكومات والادارات الرسمية التي تمثلها، وانتقادهم بشده هيمنة الادارة الاميركية على أعمال إدارة الانترنت من خلال المؤسسات الحالية التي تدير أعمال الانترنت، وأبرزها هيئة الانترنت للأسماء والأرقام المخصصة (الايكان)، داعياً الى تبنّي المسار الوسطي والمتمثل في المنتدى العالمي لحوكمة الانترنت الذي يعترف بأن لكل الافرقاء الحق المشروع في حوكمة الانترنت. بدوره، دعا دو فريج الى اعتماد مفهوم التعهيد Outsourcing للاستفادة من الخبرات المتوافرة في القطاع الخاص، التي يفتقدها القطاع العام من خلال آليات تعاقدية متوازنة.
واللافت في أعمال المنتدى أن سرعة خدمة الانترنت التي وفرتها مجاناً هيئة أوجيرو كانت عالية جداً، وهو ما دفع عدد من الناشطين اللبنانيين المشاركين الى التغريد عن سرعة الإنترنت في قاعات المنتدى التي يفتقدونها في بيروت عادة.

(الأخبار)