لم تحصل ابنة الثلاثة أيام على اسم. توفيت سريعا ً، ولولا بيان «اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية» لما علم بها أحد. مرّ خبر وفاة ابنة اللاجئ السوري دياب قراقوز على نحو عابر، فهي ولدت داخل خيمة في جرود عرسال، حيث لا تدخل المنظمات الدولية التي «تحمي» اللاجئين. بيان الاتحاد أعلن أن الطفلة ماتت بسبب عدم توافر رعاية طبية وتدفئة مناسبة لها، ما ادى الى التهاب رئوي حاد فاقمه البرد الشديد. هذه المأساة حذّرت منها «الأخبار» منذ مدة، عندما تبيّن أنه يعيش في الجرود أكثر من 1000 عائلة خارج نطاق مساعدات الهيئات الدولية.
مصادر طبية في عرسال أوضحت أن الطفلة نقلتها عائلتها إلى مستشفى ميداني في عرسال، مشيرةً إلى أن سبب الوفاة يعود إلى «مشكلة عند الولادة، ونقص في الأوكسيجين»، وهو ما لفتت إليه أيضاً بعض المنظمات الدولية التي تسعى إلى البحث عن حجج تبرر بها تقاعسها عن مساعدة اللاجئين في الجرود.
الهيئات الإغاثية، ومنها مفوضية شؤون اللاجئين، خرجت من عرسال منذ أحداث آب الماضي بسبب «الظروف الأمنية الصعبة والخوف على سلامة العاملين لديها»، وهي اليوم تمارس عملها عبر بعض الشركاء والجمعيات المحلية. تشدد المتحدثة باسم المفوضية دانا سليمان على عدم تمكن الجهات الإغاثية من الوصول إلى مخيمات الجرود، بسبب الوضع الأمني المتردي، الذي ينعكس سلباً على أداء الهيئات الإغاثية، لكنها تقول إن المساعدات تطاول حتى «النازحين غير المسجلين لديها، وإن كانوا يقيمون في مخيمات خارج سيطرة (حواجز) الجيش اللبناني».
مسؤول امني صرّح لـ»الأخبار» بأن الجيش «لا يقف حائلاً دون نقل الحالات المرضية والإنسانية، من الجرود إلى داخل البلدة، ولا حتى دون وصول الهيئات الإغاثية». في غضون ذلك ارتفعت لدى الأطفال النازحين نسبة الإصابة بعدوى النكاف، المعروف باسم «أبو كعب»، وعزت مصادر طبية السبب إلى الاكتظاظ الحاصل في المدارس. هذا الأمر يضع الهيئات الإغاثية أمام مسؤولياتها في مساعدة اللاجئين في الجرود وفي عرسال خوفاً من كارثة صحية قد تحلّ بهم مع اشتداد العاصفة.