عملت الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، أمس في فيينا، على تخطي انقساماتها، عشية أهم اجتماعاتها منذ سنين، ولكن يبدو أن هذه المساعي لن تؤثر كثيراً، في ظل إعلان المنتجين الخليجيين أنهم توصلوا إلى اتفاق على عدم خفض إنتاج الخام.
وكانت أسعار النفط الخام قد تدهورت بنسبة تزيد على ثلاثين في المئة، منذ الربيع، وسجلت أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات بسبب الاختلال المتنامي بين العرض والطلب، الأمر الذي يرتب على منظمة الدول المصدرة للنفط، أن تعالج المسألة بمساعدة من الدول المنتجة غير الأعضاء في «اوبك».
وفي هذا الإطار، صرّح وزير النفط الإيراني، بيجان نمدار زنقانة، لدى وصوله إلى فيينا بأن السوق النفطية تسجّل فائضاً في التموين، وأن الوضع سيتفاقم، العام المقبل. وقال إن «جميع الخبراء يعتقدون أن هناك فائضاً في العرض في السوق النفطية وأن الفائض سيزداد العام المقبل».
ودعا زنقانة «اوبك» إلى «اتخاذ قرار لمراقبة السوق»، معرباً عن أمله «في إسهام دول منتجة أخرى من خارج اوبك». وكان قد أعلن أنّ «علينا أن نتناقش ونقابل وجهات نظرنا ونتخذ قراراً لضبط السوق». وأضاف أنه «من أجل التعامل مع هذا الوضع يجب أن نحصل على إسهام من الدول المنتجة من خارج اوبك».
لكن «اوبك» تبقى منقسمة حول الموقف الواجب اعتماده لمواجهة انخفاض الأسعار. وسيعيد وزراء الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في «اوبك»، اليوم في فيينا، النظر في سقف إنتاجهم الجماعي المجمّد منذ ثلاث سنوات عند 30 مليون برميل في اليوم، أي نحو ثلث النفط الخام المستخرج يومياً في العالم.
وأمس، تباحث زنقانة بعد الظهر مع نظيره السعودي، علي النعيمي، المعارض لأي خفض في الإنتاج. وقال للصحافيين: «لقد أجرينا محادثات جيدة»، و«لم نتحدث فقط عن خفض (محتمل لسقف الإنتاج)، بل أيضاً عن الوضع العام في السوق ومواقفنا متقاربة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المشاورات بين الوزراء ستتواصل.
لكن بشكل ملموس، فإن المملكة العربية السعودية لا تغير مواقفها. وفي هذا الإطار، فقد صرح علي النعيمي ملمحاً إلى أنه سيدافع عن الإبقاء على سقف إنتاج «اوبك» على حاله. وأشار إلى أن منتجي النفط الخليجيين توافقوا على سياسة إنتاج الخام.
وقال: «نحن على ثقة كبيرة بأن أوبك ستتبنى موقفاً موحداً».
من جهته، أعرب وزير الخارجية الفنزويلي، رافائيل راميريز، الذي تباحث على انفراد مع زنقانة، عن قناعته بأن «اوبك» ستقوم «بما هو أفضل لأعضائها»، فيما قال وزير الطاقة الجزائري، يوسف اليوسفي، إن الدول الأعضاء في المنظمة الذين سيجتمعون، اليوم، سيبحثون عن «حلّ توافقي» لمواجهة تدهور أسعار النفط.
وصرح الوزير للصحافيين لدى وصوله إلى العاصمة النمسوية، بالقول: «نعمل على إيجاد حلّ توافقي ومستقر يحمل التصحيحات الضرورية (أمام) الخلل في الأسواق».
وأعرب اليوسفي عن اعتقاده بأن «الوضع الحالي مضر للدول المصدرة للنفط سواء الأعضاء في أوبك أو من خارج أوبك، وللصناعة النفطية عموماً، وكذلك بالنسبة إلى المستهلكين في المستقبل».
وخلص إلى القول: «آمل أننا سنتوصل إلى مثل هذا التفاهم غداً (الخميس). سنحاول إيجاد الطرق والوسائل لتصحيح حالات الخلل»، من دون الكشف عن الحل الذي سيُعتمَد.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)