لا يزال عين الحلوة يتخبّط في كرة النار التي رماها الجيش في ملعبه، بحسمه وجود المطلوبين شادي المولوي وأحمد الأسير في المخيم، ومطالبة قياداته بتسليمهم إلى الدولة. النقمة تزداد على الدولة التي «ارتضت بالتسوية في معالجتها لأحداث عرسال وطرابلس، فيما تصر على فرض هيبتها على المخيمات». القيادات الأمنية والسياسية في عين الحلوة وعدت بتشكيل لجان تقصٍّ للبحث عن المطلوبين وطردهم خارج المخيم، فيما لو ثبت وجودهم. مع ذلك، لا يصدّق أبناء المخيم أن الدولة «تريد استعادة هؤلاء اللبنانيين بالفعل»، متسائلين عن دور بعض الأجهزة الأمنية «في تسهيل وصولهم إلى مصيدة عين الحلوة حيث تتعطل حركتهم ويبقون تحت الأنظار والرصد» كما قال مسؤول أمني لبناني.
مصالح الأجهزة الأمنية تتظهّر أكثر في صيدا حتى الصراع والتصادم، وفيما تتابع استخبارات الجيش تعقّب مناصري الأسير، تتولى أجهزة أخرى تسوية أوضاعهم. أمس، دهمت قوة من الجيش منازل الفارين، مدير مكتب الأسير الشيخ أ. الحريري وع. صالح وهـ. نجم. قبلها، أوقف الجيش كلاً من ح. الددا وم. عزام وهـ. الدنب وعاملاً سورياً لدى الأخير، لكن ما مصير الموقوفين؟ هل يصلون إلى المحاكمة أم تسوّى أوضاعهم قبل ذلك؟
مطلع الشهر الجاري، نفّذ الجيش مداهمات واسعة في أحياء صيدا القديمة على خلفية اعترافات الموقوف أحمد سليم ميقاتي، التي أفضت إلى كشف شبكة تُعد لتنفيذ أعمال إرهابية. من بين الموقوفين م. فواز وم. النقيب، فيما لا يزال آخرون متوارين منهم م. الآغا المحسوب على «جبهة النصرة»، في عين الحلوة. في الخامس من الشهر الجاري، اعتقلت استخبارات الجيش النقيب قبل أن يخلى سبيله بعد يومين. علماً بأن التقارير الأمنية حول النقيب تتحدث عن مشاركته في القتال ضد الجيش في عبرا، ومسؤوليته عن رمي الزيت المحروق على الطريق العام لقطع الطريق امام دوريات الجيش.
أجهزة تتعقّب مطلوبين و أخرى تسوّي أوضاعهم!

أما شقيقه إ. النقيب، فقد كان أحد المرافقين الشخصيين للأسير. الشقيقان تواريا عن الأنظار لمدة شهر عقب معركة عبرا. مصادر مطلعة لفتت إلى أن النقيب يحظى بسند قوي وفّر له واسطة لم تخل سبيله بعد يومين فحسب، بل أخرجته أيضاً من البلاد قبل أسبوع برغم أنه مفرج عنه بسند إقامة، وذلك بسبب قربه من أحد قادة الأجهزة الأمنية في المدينة، كما لمّحت المصادر إلى تدخل أحد نائبي صيدا للإفراج عنه. في المحصلة، استطاع النقيب تجديد جواز سفره والسفر قبل أسبوع، وتردد أنه سافر إلى ألمانيا.
الغطاء الأمني حظي به أحد أبرز ممولي حركة الأسير من آل النعماني. قبل أيام، قررت قوة من فرع المعلومات من بيروت دهم مطعم الشاورما الذي يملكه الأخير في صيدا لتوقيفه ونجله في إطار تعقب الأسيريين، ولكن تكثفت الاتصالات لثنيها عن توقيف النعماني الذي يمتّ بصلة قرابة الى المسؤول الأمني، وهو ما حصل. على صعيد آخر، أصدرت «لجنة حطين» في عين الحلوة بياناً نفت فيه ما نشرته «الأخبار» امس، عن وجود المولوي في ضيافة نعيم النعيم، أحد أبناء المخيم.