في إحدى زوايا قاعة المحكمة العسكرية، جلس نعيم عباس مرتدياً لباساً رياضياً. تحلّق حوله عناصر الشرطة العسكرية متسلّحين بهراوات. كان مهندس التفجيرات الانتحارية المشهور بين أبناء مخيم عين الحلوة بـ«أبو إسماعيل»، يتابع، بإصغاء، إفادات الموقوفين في ملف عبرا. يبتسم وهو يتابع التعليقات الساخرة التي ترد في إفادات المستجوَبين أمام رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم. «وينو نعيم...
هل تعرفه؟»، سأل رئيس المحكمة عبّاس عن الموقوف وسام نعيم المرتبط بـ«الكتائب»، الذي قال أثناء استجوابه إنهما من منطقة واحدة، لكن لا علاقة تنظيمية تربطهما. ردّ عباس: «إنه قريبي ونسكن في الحيّ نفسه في المخيم». وسام نعيم (24 عاماً)، الموضوع على رأس اللائحة التي يطالب بها تنظيم «الدولة» في مقابل إطلاق العسكريين، والذي استدرجه الأمن العام، سرد تفاصيل التحاقه بـ«سرايا زياد الجرّاح»، التابعة لـ«الكتائب». وقال إنّه بايع توفيق طه الملقب بـ«أبو محمد» لقتال إسرائيل. وأضاف أنّ طه درّبه على إطلاق الصواريخ وتصنيع مؤقت إطلاقها، وأنه أطلق صواريخ على الأراضي المحتلة أثناء العدوان على غزة.
«العقل التكنولوجي»
لـ «الكتائب»: بايعت على
قتال إسرائيل



وعن كيفية توقيفه، أفاد بأنّه كان يعمل في تزوير بطاقات اللاجئين الفلسطينيين مقابل ٣٠٠ دولار للبطاقة بسبب حاجته المادية لكونه تزوج قبل ٢٥ يوماً من توقيفه، وأن من تواصل معه عبر الفايسبوك أوهمه بأنّه يعمل في دعم الثورة السورية.
ولمّا سُئل عن دوره في نشاط التنظيم في لبنان وسوريا والتفجيرات التي ضربت الضاحية وعن سراج زريقات، ردّ بأن لا علاقة له بهم، وأن هدفه «كان فقط كيان العدو». وعن دوره في أحداث عبرا، أفاد بأنّه كان يعمل في المنطقة ويُصلّي أحياناً خلف الشيخ أحمد الأسير. وبحسب المعلومات الأمنية، يُعدّ وسام نعيم «عقلاً تكنولوجياً» بالنسبة إلى التنظيم المتشدد. كذلك استجوبت المحكمة خمسة موقوفين آخرين، أنكر معظمهم وجود أي علاقة تنظيمية له بالأسير. وقد وقع تلاسن بين رئيس المحكمة واثنين من المحامين تقدما بمداخلات رأى إبراهيم أنها تؤثر في سير المحكمة. وبعد مداخلة ثانية لأحد المحامين، انتفض أحد الموقوفين صارخاً في وجه المحامي الذي يسبب إطالة أمد توقيفهم. وقد أرجأت المحكمة متابعة استجواب موقوفي عبرا إلى 13 كانون الثاني 2015.