طالب مدير «الارتكاز الاعلامي» سالم زهران خلال مقابلته مع الاعلامية سمر ابو خليل في برنامج «الحدث» بدخول الجيش اللبناني الى مخيم عين الحلوة للقبض على المطلوب شادي المولوي. لم يقتصر موقف زهران عند هذا الحد إذ طلب من مديرية استخبارات الجيش إلقاء القبض على القيادات الفلسطينية، التي كانت في زيارة للمديرية، حتى تسليم المولوي. قبل حديثه عن المخيمات، ردد زهران اللازمة التي يرددها الجميع قبل هجومهم عليها «كل عنصري تجاه الفلسطيني هو إسرائيلي ولكن...»، هنا الـ«لكن» هي الباب للهجوم على المخيمات.
انتقاد زهران للقيادات الفلسطينية انحصر بموقفه السياسي من حركة حماس وممثلها في لبنان علي بركة. لسنا هنا بصدد الدفاع عن حماس ولا عن ممثلها، لكن مشكلة زهران ومن يتأثر به من اهل الرأي العام «الموالي» للمقاومة، ان هؤلاء كرهوا الفلسطينيين بسبب كرههم لحماس. تخيّل ان اتهم أنا «اليساري» الكاره للاسلام السياسي من أيّ جهة أتى، بأني حمساوي لأنني فقط أحمل هوية زرقاء! خلاف زهران السياسي مع حماس أنساه دورها في مقاومة العدو، أما المعلومة التي ذكرها خلال الحلقة عن القاء القبض على شخصين معهما 800 الف يورو، فهي معلومة صحيحة لكن منقوصة. أما لماذا اطلق سراح الشخصين؟ فليسأل زهران مصادره في المقاومة، عن مصدر المال ولمن كان مرسلاً؟ ولماذا باليورو؟ وليسأل ايضاً عن رد فعل أهل غزة في تلك الفترة عندما رأوا ورقة اليورو للمرة الاولى. وإذا أراد زهران مادة ليهاجم بها حماس، خصمه السياسي، فيمكنه انتقاد أدائها بعد الحرب، لكن الانتقاد من باب جذب الجمهور وتهييج العالم على المخيمات سيضر بأبناء المخيمات أولاً وأخيراً. زهران صاحب العلاقات الجيدة مع الجيش واستخباراته على ما يبدو رمى تهماً مفادها ان السيارات المفخخة كانت تخرج من عين الحلوة! ولو انه سأل فقط عن عدد السيارات المفخخة التي خرجت من عين الحلوة سيكون الجواب... صفراً.
حالياً، الوضع الامني في عين الحلوة «مش كتير منيح»، هناك مطلوبون في منطقة الطوارئ، هذا صحيح. ويعلم زهران ان منطقة التعمير ليست فلسطينية وممنوع على أي قوى امنية فلسطينية دخولها. طالب بدخول المجوقل والمغاوير، هل يتحمل زهران كلفة الدم التي ستقع هناك بسبب ضيق الاحياء وتهجير نحو 10 الاف شخص من المنطقة الى صيدا والى داخل مخيم عين الحلوة؟ هل سيستقبل زهران هؤلاء في بيته في حال شُرّدوا؟ ببساطة، يمكن اتباع الحل الذي اتبعه الجيش في طرابلس، عمليات استخباراتية نوعية تلقي او تصفّي المولوي والمطلوبين في عين الحلوة. حالياً يعيش ابناء المخيم حالة من التوتر وذلك بسبب وضع مخيمهم تحت المجهر مجدداً. في هذه الحالة أية حادثة فردية سخيفة قد تتحول الى «مؤامرة» كونية على الدولة اللبنانية. خلال الحلقة قالت ابو خليل ان المخيمات تحركت «ورأينا أحمد طه ينفذ عمليات ضد محيط المخيمات». بالطبع يحق لأبو خليل ان تخاف على محيط المخيمات وعلى اللبنانيين، كما يحق لنا ان نخاف على المخيمات وعلى الفلسطينيين. الاستخفاف بالعقول هنا، ان ابو خليل شملت المخيمات وسكانها بتصرفات طه. هل تعرف ابو خليل مثلاً ان طه لا يسكن في مخيم برج البراجنة، وانه يقطن في منطقة حارة حريك؟ إذاً لا علاقة للمخيم به. هل نشمل سكان حارة حريك بما فعله طه؟ في الفترة المقبلة، قد نشهد حملة تحريض على المخيمات، قد لا تكون مقصودة، وقد تسعّر نار هذه الحملات احداث فردية قد تقع هنا وهناك. اما «الزميل» زهران، فلا نشك بمقدار حبه للقضية الفلسطينية، لكن عليه ان يكون «أحنّ» على الفلسطينيين، اذ لا يمكنك ان تحب فلسطين وتحرّض على الفلسطينيين. وحماس، التي يكرهها زهران، على علاقة ممتازة الآن مع المقاومة في لبنان، وهذا واقع جديد، اذ ان بعض مقاومي القسام وقيادات حماس لا تزال عالقة في بيروت غير قادرة على العودة الى غزة، حسناً. وهم في ضيافة من؟ الأخوة في حزب الله. للأسف، وبرغم كل المساعي التي يبذلها الفلسطيني للنأي بنفسه عن النار المشتعلة حوله، لا يزال، كما رسمه ابن مخيم عين الحلوة نفسه الفنان ناجي العلي «متهماً حتى تثبت إدانته».