كارين إيمونز *على مدى السنتين الماضيتين، قمت برحلة حول آسيا مع ستيف ماكوري ـ المصور المعروف بالوجوه الرائعة التي يلتقطها ـ ومنها صورة «الفتاة الأفغانية» الشهيرة التي وضعت على غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك. قمنا بتلك الرحلة لأجل هدف واحد هو توثيق الاعتداءات التي يتعرض لها بعض عاملات المنازل على أيدي أصحاب العمل، سواء وقعت في بلادهن أو في بلاد أخرى.

كنا أمام كمّ هائل من الحالات: عمالة الأطفال، العمل الجبري، الإتجار بالبشر، الاغتصاب، التجويع، العمل بأجر زهيد أو من دون أجر. تكلمنا مع عاملات معنفات، إما باستخدام وعاء أو ممسحة أو مكنسة أو عصا أو أنابيب معدنية. وسمعنا عن أخريات عدن إلى منازلهن في حالة غيبوبة أو في تابوت.
وكان المعتدى عليهم منوعين: إناثاً وذكوراً، صغاراً وكباراً، متعلمين وأميين، وكذلك الحال بالنسبة إلى المعتدين، فمنهم الإناث ومنهم الذكور ومنهم الأثرياء ومنهم من الطبقة المتوسطة، يعيشون في آسيا وفي الشرق الأوسط. ما يجمع بين المعتدى عليهم هو اليأس والولادة في الفقر وعدم وجود حماية قانونية ـ في معظم البلدان عمال المنازل غير محميين بقانون عمل. وفي بعض المجتمعات، يتم التعامل معهم على أساس «الملكية»، وليس على أساس أنهم أفراد أو حتى عمال لديهم الحق في المساواة في المعاملة والحقوق التي يتمتع بها معظم العمال الآخرين.
التقينا بعاملة نيبالية، وقد فقدت بصرها جراء الضرب المتكرر ومسح «الفضلات البشرية» بوجهها في المملكة العربية السعودية. والتقينا بأخرى إندونيسية تشوّه ظهرها إلى حد أنه بات يشبه أجنحة الملائكة بسبب الماء المغلي الذي كان يسكبه عليها صاحب عملها في ماليزيا. حاولت أن أحصي عدد الندب الموجودة على ظهر عاملة أخرى أندونيسية ولكنني تهت أثناء العدّ، بعدما وصلت للرقم عشرين. حتى هي، لم تكن تعرف نوع الأداة التي استخدمها صاحب عملها في تايوان ليحدث هذا النوع من الأذى على جسدها، بما في ذلك جرح عميق على طول وجهها.
التقينا بعاملة نيبالية، وقد فقدت بصرها جراء الضرب المتكرر ومسح «الفضلات البشرية» بوجهها في المملكة العربية السعودية


عدد من النساء لديهن
تجارب جيدة، رغم أن دوامات عملهن قد يكون مبالغاً فيها. لا يقبضن لساعات إضافية ولا يحصلن على فوائد العمل
أو على أيام عطلة

في نيبال، التقينا بامرأة حامل حاولت إخبار صاحبة المنزل التي كانت تعمل فيه في سلطنة عمان أنها تعرضت للاغتصاب على يد صاحب العمل ـ الشرطي، فانتهى بها الأمر في السجن بتهمة «الإغراء». هذه المرأة بقيت مختبئة في نيبال بسبب حملها خشية من أن تعلم عائلتها بأمرها وتتخلى عنها. وثمة عاملة نيبالية أخرى، كانت تعمل في الكويت كحاضنة لثلاثة عشر طفلاً، ضربت ضرباً مبرحاً لأنها رفضت العمل في بيت الدعارة التابع للعائلة نفسها.
في ملجأ في هونغ كونغ، استرجعت عاملة إندونيسية كيف كانت صاحبة عملها تكلمها. كانت تقول لها «تعالي إلى هنا يا كلبة، أنت غبية، أنت كلبة، يا خادمة تعالي إلى هنا». وفي هونغ كونغ أيضاً، كانت عاملة إندونيسية أخرى تُطعم الخبز صباحاً والمعكرونة سريعة التحضير على الغداء وبقايا الطعام إن وجدت على العشاء. وقد انخفض وزنها أكثر من 14 كلغ قبل أن تهرب.
ومن ثم التقينا بعاملة من الفيليبين، قالت لنا إنها كانت تنام على الغسالة. حتى أنها ضحكت، بينما هي تشرح لنا كيف أن صاحبة عملها كانت تستعمل الغسالة ليلاً، وتنام هي فوقها وتهتز بها طوال الليل. لم تعتبر ذلك مضحكاً فعلاً، ولكن ليس بيدها حيلة، فقانون العمل في هونغ كونغ كان يفرض على العاملين النوم في منازل أصحاب العمل، وهونغ كونغ من الأماكن القليلة في العالم التي توجد لديها قوانين تنظم عمالة المنازل... مع عدم الاكتراث ما إذا كانت غرفة نوم العاملة عبارة عن خزانة أو درج أو حمام أو الجزء العلوي من الغسالة.
وأيضا التقينا بعاملة إندونيسية حاولت وكالة التوظيف إقناعها بالبقاء عند صاحبة عملها التي كانت تعنفها، مقابل الزيادة في الراتب. كانت العاملة تخاف على حياتها، ولذلك أرادت الخروج من ذاك المنزل. فصاحبة العمل كانت قد هددتها قائلة: «إن ضربتك وقتلتك، فلن يعلم أحد بالأمر». وهذا ما دفع بالوكالة إلى توظيف فتاة أخرى مكانها. ومع بداية هذا العام، اشتعلت شوارع هونغ كونغ بالتظاهرات المنددة بالمعاملة السيئة والظروف غير الإنسانية التي عاشتها عاملة صغيرة في السن إسمها إرويانا سوليستيانينغسيه. وهي الفتاة «البديلة» التي تعرضت للضرب المبرح والإهمال الطبي من قبل صاحبة العمل نفسها. وتتحمل الوكالة مسؤولية سوء المعاملة ضد العاملة.
وعندما حاولت عاملة إندونيسية أخرى الهرب من منزل صاحب عملها، الشاب الذي يضربها في ماليزيا، قامت الشرطة بإرجاعها إلى المنزل. وقد هددها صاحب العمل باتخاذ إجراءات قانونية بحقها في حال حاولت الهرب مجدداً. هذه الصغيرة التي حاولت الهرب كانت قد خسرت سنها الأمامي بسبب ضربة حذاء لأنها قامت بتسخين الحساء الخطأ لصاحب عملها، كما أن أذنها إلى الآن مشوهة بسبب تعنيفه لها. مع ذلك، قالت إنها تدرس على مضض السفر إلى الخارج مرة أخرى كخادمة لأن زوجها لا يستطيع أن يجد أي عمل.
عدد كبير من العاملين يتم أخذ جوازات سفرهم منهم لدى وصولهم إلى البلد الغريب، من قبل وكيلهم أو صاحب عملهم. وهذه أحد الأسباب التي تجعل عملية تركهم للمنزل صعبة عند بدء المعاملة السيئة. الكثير منهم لا يعرفون إلى أين يتوجهون، والكثير منهم يتحملون قدر استطاعتهم لأنهم يريدون الحصول على بعض المال لإرساله إلى وطنهم.
هذه ليست تجارب غير شائعة
فكرنا أنا وستيف ماكوري أنه يجب علينا أن نفتح عيون عامة الناس على أن الندوب الناتجة من العنف تعيش بقدر عمر الجسد ولا تزول بعد توقف العنف. أردنا المساعدة في جعل قضية حماية قانون العمل لعمال المنازل قضية رأي عام. وكنا نعلم أيضاً أن الحشمة والحماية من التحرش لا يمكن تشريعهما، لذلك أردنا إعلام أصحاب العمل سيئي المعاملة أن عامة الناس أصبحت على دراية بما يجري خلف أبواب بيوتهم.
عدد من النساء في هذا الخط من العمل لديهن تجارب جيدة، رغم أن دوامات عملهن قد يكون مبالغاً فيها. لا يقبضن مقابل العمل لساعات إضافية ولا يحصلن على فوائد العمل أو على أيام عطلة. مع ذلك، يكسبن أكثر مما كان يمكن أن يكسبن في وطنهن. وهناك بالتأكيد عدد من أصحاب العمل اللائقين في كل بلد.
وتقدر منظمة العمل الدولية (المنضوية تحت وكالة الأمم المتحدة) التي مولت مشروعنا، أن هناك أكثر من 52 مليون عامل منزلي في العالم. لذلك، حتى لو أن أقلية منهم اختبرت اللؤم المذهل أو الشر الإجرامي الذي وجدناه، فمن المرجح أن عدد حالات الاعتداء كبير جداً.
عام 2011، دخلت اتفاقية جديدة ضمن منظمة العمل الدولية حيز التنفيذ، وتغطي على وجه التحديد حقوق العاملات في المنازل. وحتى الآن، صادق عليها 15 بلداً، ومنها الفيليبين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ فقط، بينما لا يوجد في الشرق الأوسط دولة صادقت عليها. التصديق على الاتفاقية رقم 189 مهم، لأنه يلزم الحكومات تقديم قوانين وطنية تتماشى مع الاعتراف بأن عمال المنازل يستحقون بأن يمنحوا حقوق قانون العمل والحماية التي تتوفر لمعظم العمال.

* صحافية أميركية تعيش في بانكوك. وقد تم افتتاح العمل الفوتوغرافي «لا ينبغي على أحد العمل بهذه الطريقة» في معرض في تايلاند، مطلع تشرين الأول الماضي.



بيت الدعارة الكويتي




«جميعهم تركوني. أخوتي يبصقون على الأرض عندما يرون وجهي... سوف أعمل بأقصى جهدي لأمنع أي أحد من السفر للعمل في الأعمال المنزلية. أستطيع العمل لإيقافهم عن السفر. سأفعل كل ما يتطلبه الأمر».
إندرا سافرت للعمل في الخارج لدفع فواتير الطبابة والتعليم بعدما هجرها زوجها تاركاً لها ثلاثة أطفال. لم تذهب يوماً إلى المدرسة ولا تعرف القراءة والكتابة. وظفت كمربية تهتم بثلاثة عشر طفلاً، ولكن أهل أرباب العمل كانوا يديرون بيتاً للدعارة. كانوا يضربونها ويرغمونها على العمل فيه أيضاً. عندما كافحت الموضوع حاول أرباب العمل بيعها لعائلة في المملكة العربية السعودية، ولكنهم فشلوا في ذلك. تمكنت في النهاية إندرا من الهرب عبر تسلق كابل المصعد نزولاً. عادت إندرا على نقالة إلى نيبال مصابة. تخلت عنها عائلتها، وإصابتها تجعل من الصعب عليها كسب لقمة العيش.

(إندرا، ثلاثون سنة من النيبال، تعرضت للعنف الجسدي في الكويت)




توتيك السجينة






«بعد ثلاث أسابيع من البدء بالعمل حاولت الهروب إلى مكتب الوكيل ولكن الشرطة أعادتني إلى رب العمل الذي هددني قائلاً: إذا حاولتي الهرب مجدداً سأرفع دعوى قضائية ضدّك».
على مدى سنتين، لم يسمح لتوتيك النوم سوى ثلاث ساعات ليلاً. كانت تنظف المنزل كل يوم، ثم تذهب إلى العمل مساء في فرن العائلة. رب عملها الذي كان صغيراً في السن ضربها مرة بحذائه فقلع سنها الأمامي. أذنها تشوهت من كثرة تعنيفه لها على أذنها. والدة رب العمل كانت تضربها بالعصي وقصب الروطان ما أدى إلى كسر معصمها وعمودها الفقري. عندما كانت تطلب توتيك من رب العمل العودة إلى وطنها كان يرفض ويمنعها من المغادرة.

(توتيك، سبع وثلاثون سنة من إندونيسيا، تعرضت للعنف الجسدي في ماليزيا)


سجائر وعصي وأواني المطبخ وأشياء أخرى




«ربّة العمل كانت تضرب رأسي بالحائط و تلقي عليّ الماء الساخن. كانت تحرق جلدي بالسجائر، وتتذرع بأن معاملتها لي على هذا النحو هي عقاب على خطاياي»
بيعت بيث وهي في العاشرة من عمرها على يد شقيقتها لزوجين في مانيلا. كانت تعمل كل يوم من الرابعة صباحاً حتى وقت متأخر في الليل، عاملة نظافة ومربية لطفلهم الصغير. كانت ربة المنزل تعنف بيث دائماً، مستخدمة العصي وأواني المطبخ. وحين هجر رب المنزل المنزل، بدأت تحرق جلد بيث بالسجائر. وبعد مرور سبع سنوات، وهي محبوسة داخل المنزل، تمكنت بيث من الهرب. بيث لم تر المدرسة يوماً في حياتها، لم تشاهد التلفزيون ولم تستمع الموسيقى، ولا الراديو.

(بيث، عشرون سنة من ضواحي الفيليبين، تعرضت للعنف الجسدي في مانيلا)



كلب العائلة





بعد خمسة أيام على وصول أنيس، نبح كلب العائلة فجأة وأيقظ ربة المنزل فاستيقظت غاضبة. بدأت ربة المنزل بالصراخ باللغة الكانتونية، سحبت المرأة أنيس إلى المطبخ ورفعت عليها سكين حادة. حاولت أنيس الهرب ولكن بنصرها علق بالسكين، فانصاب، وانكسر عظم إصبعها. تمكنت من الهرب بمساعدة حارس أمن المبنى وعامل منزلي آخر.

(أنيس، العمر خمس وعشرون سنة من إندونيسيا، تعرضت للعنف الجسدي في هونغ كونغ)


عند بزوغ الشمس





«ربة العمل كانت تقول لي إنها ثرية جداً. قالت: حتى لو ضربتك وقتلتك، لن يعلم أحد بذلك... وكيلي حاول تهدئتي قائلاً: سأعطيك لرب عمل، يعاملك جيداً إن وعدتني ألا تخبري أحداً بالأمر». سوسي كانت تعمل عشرين ساعة في اليوم الواحد وتنام فقط عند بزوغ الشمس. رب عملها كان صينياً مقيماً في هونغ كونغ وكان يضربها كثيراً، ويرغمها على توقيع مستندات تفيد بأن راتبها قد صرف لها بالكامل. بعد مرور سبعة أشهر، من دون أية خبر من سوسي، قامت عائلتها بإجبار الوكيل على تدبير موعد لقاء مع ابنتها فتركت سوسي بذلك عملها. وعندها، استقدم الوكيل عاملة جديدة بدلاً من سوسي إلى ذلك المنزل. ملاحظة: بعد انتهاء خدمة سوسي، استقدم رب العمل نفسه عاملة منزل جديدة من إندونيسيا عن طريق وكالة توظيف أخرى: إرويانا سوليستيانينغسيه، التي أدت بها ثمانية أشهر من سوء المعاملة إلى أن تصدرت قصتها عناوين الصحف الدولية وأسفرت عن توجيه اتهامات جنائية ضد رب العمل.

(سوسي، تسع وعشرون سنة من إندونيسيا، تعرضت للعنف الجسدي في هونغ كونغ)



يسكنه إبليس




«أخذ شوكة وتركها تشتعل على الموقد، ومن ثم وضعها على يدي... ضغط على يدي بالشوكة الحامية. أمر غريب فعلاً كأن إبليس كان بداخله».
سريتاك تركت قريتها لأن عائلتها فقيرة لدرجة عدم مقدرتها على الحصول على طعام كل يوم. كانت تعمل يومياً من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل. أخذوا منها جواز سفرها ومنعوها من التكلم مع أهلها أو مع أي أحد غريب. كان رب عملها يضربها ومرة ضربها بأنبوب حديدي. اتهمها بالسرقة، وألقى عليها بالماء السخن. يوجد على جسمها أكثر من عشرين ندبة بالإضافة إلى علامة تعنيف ممتدة على طول وجهها.

(سريتاك، ثلاثون سنة من إندونيسيا، تعرضت للعنف الجسدي في تايوان)



غرفة المؤونة السعوديّة





«كانت تقول لي: تعالي إلى هنا يا كلبة. أنت غبية. أنت كلبة. يا خادمة تعالي إلى هنا».
عملت سيتي في السعودية عشرين ساعة في اليوم الواحد من دون طعام كاف، وكانت تنام على فراش أرضي في غرفة المؤونة. أما في عمان فعندما كانت تتذمر جراء تحرش رب المنزل جنسياً بها، كانت ربة المنزل تصفعها وتعنفها. وفي هونغ كونغ كانت تجبر على العمل ليلاً، وكانت تعنف لفظياً، وكان طعامها يخضع للتقنين.

(سيتي، ثمان وثلاثون سنة من إندونيسيا، تعرضت للعنف الجسدي في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وهونغ كونغ)


رئيسة اتحاد العمال المهاجرين الإندونيسيين





«لحماية العاملين والعاملات من العنف الجسدي، يجب علينا أن نثقفهم ليفهموا قوانين العمل في أماكن عملهم. فهم لا يدركون أن لديهم حقوقاً».
أول رب عمل واجهته سرينغ، كان يتخلف عن دفع الحد الأدنى القانوني لأجرها، وكان يحرمها من أعطالها القانونية. لمدة ستة أشهر، كانت مضطرة لدفع معظم راتبها لوكالة التوظيف. عند انتهاء مدة عقدها استطاعت سرينغ أن تجد رب عمل جديد، أفضل معاملة من السابق. ما زالت تعمل مع عائلة في هونغ كونغ ولكنها الآن أيضاً رئيسة اتحاد العمال المهاجرين الإندونيسيين، وهي أول شخص يتم التواصل معه لمساعدة أي عامل أندونيسي الجنسية يقع في مشكلة.

(سرينغ ثلاث وثلاثون سنة من إندونيسيا، تعرضت للعنف الجسدي في هونغ كونغ)


لم يقل لي أحد معنى الألم






«أذهب بانتظام للمعاينة الطبية، ما عدت أشعر بالألم. كان الأمر أكثر إيلاماً في الأشهر الأربعة الأولى»
فخذا وظهر سوماسري مشوهان بشكل كبير جراء الماء المغلي الذي كان يلقيه عليها صاحب العمل في كوالا لمبور. قصة عذابها عادة ما تتبدل، في كل مرة ترويها سوماسري. جيرانها في ريف جافا الشرقي، يقولون إن سوماستري لم تعد مستقرة ذهنيّاً.

(سوماسري، تقريباً في العقد السادس
من عمرها من إندونيسيا، تعرضت للعنف الجسدي في ماليزيا)


عاملات لبنان



■ 96% من العاملات المنزليات يحتفظ أصحاب العمل بأوراقهن

■ 90% لا يستطعن الخروج بمفردهن

■ 50% يحبسن في البيوت بغياب أصحابها

■ 43% يتواصلن مع عائلتهن مرة في الشهر

■ 62% ينمن في المطبخ و11% في غرفة الغسيل والحمام

■ 32% لم ينلن الطعام الكافي

■ 77% تركن العمل بسبب العنف الجسدي والجنسي في غالب الأحيان

(الاحصاءات من دراسة لجمعيّة «كفى»، 2014)


نُدب على جبهة ساراسواتي






«أخذتني إلى غرفتي وبدأت تنهال علي بالضرب بيديها. كانت تسحبني من شعري. لم يكن يوجد أحد في المنزل لذلك كانت تضربني لمدة طويلة... يجب على الدولة أن تمنع عمالة الأطفال في العمل المنزلي»
ساراواتي بدأت بالعمل كعاملة منزل عندما كانت في الثانية عشر من عمرها، لأن عائلتها لم تكن قادرة مادياً على ارسالها إلى المدرسة. ساعدها أحد الباعة في الهرب من ربة المنزل الأولى، ولكن الثانية كانت أكثر عنفاً على ساراسواتي. لدى ساراسواتي آثار ندب على جبهتها وعلى ركبها. ما زالت تعمل كعاملة منزل ولكنها الآن تتابع دراستها وتساعد عاملات المنازل في معرفة حقوقهن في العمل.

(ساراسواتي، تسع عشرة سنة من ضواحي نيبال، تعرضت للعنف الجسدي في نيبال)




استعادت وعيها على اعتداء جنسي





«كان صاحب وكالة التوظيف يكرهني كثيراً. كان يقول لي: تبا لك أيتها الساقطة. عائلتك بأكملها وابنك الصغير سوف يموتون جميعاً. تبا لك أبتها الساقطة. إبنك سوف يموت. قال ذلك ثم رمى فنجان قهوته في وجهي».
كانت ماري غرايس بحاجة إلى المال من أجل دفع أقساط الدراسة لابنها وتأمين لقمة العيش لعائلتها. عملت مع ربّيْ منزل مختلفين، واحد منهما لم يكن يعطيها ما يكفي من الطعام.
في إحدى المرات، وقعت غرايس مغشياً عليها في السوق. استعادت وعيها في سيارة الإسعاف على اعتداء جنسي قام بها المسعف. وعندما حاولت الإبلاغ عن الإعتداء في المستشفى، أسكتتها الممرضة. بعد ذلك، تركت ماليزيا من دون أي بدلٍ مادي.

(ماري غرايس، خمسة وثلاثون عاماً من الفيليبين، تعرضت للعنف الجسدي في ماليزيا)