تبنّى تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» التفجير الذي استهدف جماعة «أنصار الله»، موقعاً عشرات القتلى والجرحى في العاصمة اليمنية صنعاء، في وقتٍ أعلن فيه التنظيم مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف، يوم أمس، مقرّ المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، من دون أن ينجح في قتل قائد المنطقة، عبد الرحمن الحليلي، أحد مؤسسي حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وذلك في إطار إضعاف الجيش اليمني وتفريغه من رموزه المرتبطة بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومن المقرّبين من الحوثيين.
في هذا الوقت، يأتي تحذير السفير الأميركي في اليمن، ماثيو تولر، من أن بقاء الحوثيين في مؤسسات الدولة «يضعف الاقتصاد الوطني»، وأن «استخدام الجماعة للقوة في فرض أجندتها السياسية لا يقبله المجتمع الدولي»، لينسجم مع قرار مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسه السعودية، بحجب الدعم المالي عن الحكومة اليمنية حتى «انسحاب الحوثيين من صنعاء»، حيث لا يزال عددٌ من جماعة «أنصار الله» التي نفّذت اعتصاماً في العاصمة، انتهى في نهاية أيلول الماضي، عبر توقيع اتفاقية «السلم والشراكة» بين القوى السياسية كافة في البلاد.

وقُتل سبعة جنود يمنيين وأصيب ثمانية آخرون، أمس، في هجومين انتحاريين استهدفا مقرّ قيادة المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون في محافظة حضرموت (جنوب شرق) عبر سيارتين مفخختين، فيما نجا قائد المنطقة العسكرية الأولى، عبد الرحمن الحليلي، أحد مؤسسي حزب «المؤتمر الشعبي العام» من الانفجار، بعدما تعرّض لمحاولة اغتيال شبيهة في حضرموت عام 2011. وتبنى تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» التفجير، قائلاً عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» إن «السيارة الأولى استهدفت بوابة مقر المنطقة فيما انفجرت الثانية داخل المبنى مخلِّفةً عشرات القتلى من العسكريين». وليل أول من أمس، قُتل جنديان يمنيان وأصيب ثالث في كمين نصبه مسلحون من «القاعدة» في حضرموت.
كذلك أعلن «أنصار الشريعة» أنه قتل 12 وأصاب 21 من جماعة «أنصار الله»، في تفجير عبوة ناسفة في صنعاء، أول من أمس. وقال، عبر الموقع نفسه: «فجرنا عبوة ناسفة صباح أمس (الاثنين)، خلال تجمع للحوثيين قرب منزل عبد الإله الشرفي نائب رئيس حزب الأمة، المقرّب من جماعة الحوثي، في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 8 وإصابة 14 آخرين».

وبعد أيامٍ من إعلان دول الخليج وقف المساعدات المالية للحكومة اليمنية بسبب بقاء الحوثيين في المقار الحكومية في صنعاء، قال السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر، أمس، إن «استخدام جماعة أنصار الله (الحوثيين) للقوة في فرض أجندتها السياسية أمر غير مقبول لدى المجتمع الدولي». وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في صنعاء، أمس، أن «بقاء الحوثيين في مؤسسات الدولة يضعف الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى أن عدداً من المؤسسات الأجنبية عزفت عن الاستثمارات في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ومحافظات أخرى.
وفي ما يتعلق بالعملية الأميركية الفاشلة لتحرير الرهائن لدى «القاعدة»، التي أدت إلى مقتل الرهينة الأميركي لوك سومر إضافة إلى مدنيين يمنيين، أوضح تولر أن العملية جرت بالتنسيق الكامل مع السلطات السياسية والأمنية اليمنية، وشاركت فيها قوات من «مكافحة الإرهاب» في اليمن.

(أ ف ب، الأناضول)