نيويورك | لم تتقدم روسيا بشكوى إلى مجلس الأمن بشأن الغارتين الإسرائيليتين اللتين وقعتا في نهاية الأسبوع قرب دمشق، ولا بطلب لعقد جلسة طارئة. لكن الموقف الروسي المندد سيتم التعبير عنه في مشاورات مجلس الأمن التي تعقد مساء اليوم الأربعاء (بعد العاشرة ليلاً بتوقيت بيروت). وهي الجلسة المخصصة لمناقشة تقرير الأمين العام الخاص بالوضع في الجولان. وهي جلسة مخصصة لبحث التجديد لعمل قوة «الأندوف» لستة أشهر جديدة، بدءاً من مطلع السنة المقبلة، والموافقة على خفض عديدها وإعادة تموضع مراكزها لتكون في معظمها في الجانب الإسرائيلي من منطقة الفصل التي تعرف بـ«ألفا».
الإسرائيليون اختاروا توقيت الغارة بعد صدور تقرير الأمين العام الذي يشير بوضوح إلى تعامل بين إسرائيل و«جبهة النصرة»، وإلى سيطرة المجموعات المسلحة على معظم منطقة الفصل ونواحيها، وأيضاً تتم في أسبوع المشاورات من أجل التمديد لقوة «أوندوف»، وفي ذلك رسالة واضحة إلى كل المعنيين بأن إسرائيل هي من يحدد الشروط ويكرس النتائج، في تحدّ لكل الأطراف التي بدأت تبحث عن حلول للوضع السوري دون أخذ مصالحها بعين الاعتبار.
والمعلوم أن من يقرر بشأن التمديد هما دولتان تصوغان معاً مشروع القرار وتتفقان على التفاصيل، وهما روسيا والولايات المتحدة. وبالتالي لا تحتاج روسيا إلى عقد جلسة طارئة لبحث الأمر أو لتقديم شكوى، لأنها ستكون في حال تحاور وتشاور مباشر مع الدولة المؤثرة في الموضوع، وهذا أهم من إشراك الدول الأخرى مثل فرنسا وبريطانيا في الأمر. وإذا كان من نتائج للمشاورات فإنها ستظهر في مشروع قرار التمديد الذي سيطرح على التصويت في 17 من الشهر الحالي.
بدورها، لم تتخذ الأمانة العامة للأمم المتحدة موقفاً من العدوان الجوي الإسرائيلي الأخير على سوريا. واكتفى ستافان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالتأكيد على مشاهدة مراقبي الأمم المتحدة لطائرتين، من أصل ست طائرات، تخرقان من الجانب الإسرائيلي منطقتي الفصل والتقييد. وقال دوجاريك لـ«الأخبار»، إنّ التقرير نفسه يتحدث بلسان الأمين العام للأمم المتحدة، وبالتالي لا تعليق عليه. وفي ملاحظاته يشدّد على القلق من الوضع القائم في الجولان. وهو يدعو الأطراف الذين لهم تأثير في المجموعات المسلحة إلى ممارسة التأثير عليهم لكي يوقفوا نشاطهم، مديناً «الانتهاكات التي يقوم بها الطرفان». ويشدد على التعاون الذي أظهره طرفا اتفاقية فصل القوات. وأضاف، «أما بشأن ما وقع في المطار في دمشق، فلسنا في وضع يمكننا من تحديد من هو المسؤول عمّا وقع. وما أستطيع قوله إن زملاءنا من مراقبي فصل القوات في الجولان سجلوا نشاطات الأحد في الساعة ١٦:٢٧ حسب التوقيت المحلي. وشاهد المراقبون ٦ طائرات تحلق على علو شاهق في الجانب آلفا (الإسرائيلي) ومن بعدها اتجهت اثنتان منهما نحو الشمال الشرقي من منطقة الفصل، لتدخل المنطقة المقيدة». وبشأن الآليات التي انتزعها المسلحون من قوات الأمم المتحدة وبعد استخدام إحداها من قبل «جبهة النصرة» في عملية انتحارية وقعت في الشيخ مسكين في ريف درعا، قال الناطق الرسمي إنّ «أي سوء استخدام معدات تخص الأمم المتحدة غير مقبول بوضوح، سواء كان في أعمال مأساوية إرهابية أو سواها. ونحن نطلب إعادة المواد إلينا». وعن العمل على استعادة الآليات والأسلحة المتبقية التي استولت «النصرة» عليها وما تبذله الأمم المتحدة من أجل ذلك، قال إنّ «هذا مصدر قلق للأمم المتحدة التي تواصل العمل من أجله».