بعد تركيزه على المعارك مع جماعة «أنصار الله» في وسط البلاد، عاد تنظيم «القاعدة» إلى خطاب العداء لأميركا مجدداً، بعد مواجهات عدة بينه وبين القوات الأميركية، سواء عبر الغارات التي تنفذها طائرات من دون طيار أميركية على مواقع للتنظيم، أو عبر الاحتكاك المباشر الذي وقع خلال الإنزال الأميركي الفاشل، الأسبوع الماضي، لتحرير الرهينة لوك سومرز.
وفيما تتوالى تداعيات العملية الفاشلة التي أدت إلى مقتل سومرز والرهينة الجنوب أفريقي بيار كوكي، بالإضافة إلى مدنيين يمنيين، حمّل «القاعدة»، أمس، الرئيس الأميركي باراك أوباما مسؤولية مقتل الرهينتين، في وقتٍ كان فيه التنظيم يستعد للإفراج عن أحدهما. في موازاة ذلك، أعلن التنظيم المتطرّف، أمس، قصف قاعدة «العند» الجوية الأميركية في الجنوب، فيما شهد المشهد السياسي تصريحٍاً هو الأول من نوعه بعد «تجميد» أزمة السيطرة على صنعاء من قبل جماعة «أنصار الله» في أيلول الماضي، حيث قال مستشار الرئيس اليمني، عبد الكريم الإرياني، إن الحوثيين هم «من يحكمون فعلياً اليمن، وليس مؤسسات الدولة».
وبعد أيامٍ من العملية الأميركية التي قتل على أثرها المواطن الأميركي لوك سومرز، قال «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، إن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتدخل العسكري لإنقاذ سومرز، كان «خاطئاً، بل يُعتبر حكماً بالإعدام عليه».
وفي تسجيلٍ مصوّر بعنوان «رسالة إلى الشعب الأميركي بشأن مقتل الرهينة سومرز في اليمن»، قال القيادي في التنظيم نصر الآنسي: «بالرغم من تحذيرنا الحكومة الأميركية من مغبة الإقدام على أي حماقة في هذا الصدد، أصرّ أوباما على ذلك، ولم يقم بأي تصرّف يمكن أن يبعد الموت عن الرهينة، بل هو اتخذ قرار الموت». وأضاف الآنسي، في التسجيل الذي نُشر عبر حسابه على موقع «تويتر»،أمس، إن العملية الفاشلة لتحرير الرهينة الذي قتل السبت الماضي «أظهرت ضعف الجنود الأميركيين وجبنهم، رغم ما يملكون من ترسانة عسكرية هائلة وأسلحة متطورة وتغطية جوية بطائرات عمودية وطائرات مسيّرة عن بعد». وأشار القيادي إلى أن الحكومة الأميركية تحفظت عن الحديث عن خسائرها في هذه العملية، «رغم تعرضها لخسائر كبيرة جراء ذلك»، من دون تحديدها.