القاهرة | أول من أمس، اقتحمت قوات الأمن المصري شقة محمد علي الصحافي في جريدة «النهار» وموقع «مصر الآن» المؤيّد لجماعة الإخوان المسلمين والمناهضة للنظام الحالي. كانت تهمة علي نشر أخبار كاذبة تضرّ بمصلحة الأمن القومي. هكذا، اقتيد الصحافي إلى قسم الشرطة، بعد العبث في محتويات شقته والاعتداء عليه أمام زوجته، وترويع طفلته. بل إنّه تم القبض على زوجته أيضاً وأفرج عنها بعد ساعات. قضية محمد علي ليست الوحيدة، بل صارت هذه الحادثة أشبه بأسطوانة تتكرر.
لم ينج الصحافيون من بطش السلطة حتى بعد «ثورة 25 يناير». على العكس، ازدادت الانتهاكات ضدهم سواء من السلطة ذاتها أو المحتجين الذين تكرّر اعتداؤهم على الصحافيين الميدانيين. وأمس، صدر أيضاً «انفوغراف» تحت عنوان «الممنوعون من الكتابة بأمر السجّان» أعدّه «صحفيون ضد التعذيب». المرصد الإعلامي الحقوقي المعني بتوثيق الانتهاكات ضد الصحافيين في مصر، جمع في هذا الانفوغراف أسماء الصحافيين المحتجزين في سجون النظام، وأماكن القبض عليهم، وفترات احتجازهم في السجون.
تقرير صدر أمس مفنّداً
التعديات والانتهاكات الحاصلة

وجاء محمود عبد النبي، مراسل شبكة «رصد» الإخبارية على رأس قائمة الصحافيين المحبوسين منذ 526 يوماً في سجن «برج العرب» في محافظة الاسكندرية. ولفت المرصد إلى أنّه تم القبض عليه في أحداث سيدي بشر. وأوردت شبكة «رصد» في بيان لها عقب القبض على عبد النبي أنّه قُبض على مراسلها في 3/7/2013 بتهمة حيازة كاميرا، «ثم تم تلفيق تهمة القتل والشروع في القتل لكل منهما. وهما تهمتان لا أساس لهما من الصحة» وفقاً للبيان. في المرتبة الثانية من حيث مدة الحبس، جاء اسم محمود عبد الشكور أبو زيد (شوكان). هو مصوّر مستقل قُبض عليه أثناء تغطيته أحداث فض اعتصام أنصار جماعة الإخوان في ميدان رابعة العدوية في 14 آب (أغسطس) 2013. وبذلك يكون محبوساً منذ 484 يوماً في «سجن طرة» في القاهرة. وفي المرتبة الثالثة، جاء عبد الله الفخراني العضو المؤسس في شبكة «رصد»، ومحمد العادلي المذيع في قناة «أمجاد» التلفزيونية، وسامح عبد العليم المدير التنفيذي في شبكة «رصد». كل هؤلاء مسجونون منذ 473 يوماً في «سجن طرة». واحتل المرتبة الرابعة أحمد جمال زيادة المصور في شبكة «يقين» الإخبارية الذي قُبض عليه في أحداث جامعة الأزهر في 28 كانون الأول (ديسمبر) 2013، وبذلك يكون قد أمضى في «سجن أبي زعبل» 348 يوماً. ويشير «الأنفوغراف» إلى أنّه بعد يوم واحد على التاريخ المذكور، تم القبض على العاملين في قناة «الجزيرة» الإنكليزية في القضية المعروفة إعلامياً بـ «خلية الماريوت»، وهم: محمد فهمي، وباهر محمد، وبيتر غريستي. وأشار المرصد إلى أنّ هؤلاء أمضوا 347 يوماً في «سجن طرة» وبذلك حلوا في المرتبة الخامسة. أما في السادسة، فجاء أحمد فؤاد مراسل موقع «كرموز» الذي قُبض عليه أثناء تغطيته أحداث العنف التي وقعت أثناء الذكرى الثالثة لـ «ثورة 25 يناير» في منطقة المنتزة في الاسكندرية. ويشير الإنفوغراف إلى أنّ أحمد محجوز في «سجن الحضرة» في الاسكندرية منذ 320 يوماً. وجاء في ذيل القائمة أيمن صقر المحرر في موقع «المصريون» المحتجز في «قسم المطرية» منذ 13 يوماً، وتم القبض عليه أثناء تغطيته فعاليات جمعة الهوية «الثورة الإسلامية» في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.