■ كيف تصف عاماً مثيراً في مسيرتك حيث تحوّلت بسرعة من سائق في بطولة «جي بي 2» إلى سائق تجارب في وليامس، وبعدها الى سائق معتمد أساسياً في الفورمولا 1 مع ساوبر؟لم يكن سهلاً إيجاد التوازن بين «جي بي 2» والفورمولا 1 حيث لكل سيارة خصائصها، لكنني تمكنت من تعزيز خبرتي وأصبحت أكثر جهوزية لخوض التحدي المقبل، فكل تجربة كانت رائعة بالنسبة إليّ حيث تعلمت الكثير منها. استمتعت بأن أكون مع وليامس الذي منحني فرصة لقيادة سيارة للفورمولا 1. همّ تقدموا كثيراً هذه السنة، وأنا كنت ضمن صفوفهم وعليّ شكرهم على هذا الأمر.

■ لماذا اخترت ساوبر دون أي فريق آخر كان لديه مقعد متاح؟
لم يكن صعباً اختيار ساوبر، الذي مرّ معه سائقون مثل الفرنسي جان أليزي، الفنلندي كيمي رايكونن، البرازيلي فيليبي ماسا، والألمانيان ميكايل شوماخر وسيباستيان فيتيل. هذا الفريق يقدّم أكثر من سيارة جيّدة. هناك شعرت بأن فرصتي الكاملة ستكون متاحة لأقدّم ما لديّ ولكي أتطور أكثر بحسب ما أرغب.

■ ألست قلقاً من المستوى المتواضع الذي قدّمه ساوبر في الموسم المنتهي؟
ليس لديّ شك في تطور سيارتَي الفريق في الموسم المقبل، فالكل يعرف بأننا بحاجة الى كثير من التطور، لكن الموسم الجديد سيحمل أنباءً طيّبة بالتأكيد وتطوراً ملحوظاً من كل النواحي.

■ ما أهمية تدرجك في الفئات الأصغر وصولاً إلى «جي بي 2» وبعدها الى الفورمولا 1؟
كان مهماً جداً المرور بجميع الفئات قبل وصولي إلى الفورمولا 1، وخصوصاً منافستي في سلسلة «جي بي 2» التي تعدّ محطة أساسية للتحضر من أجل خوض سباقات الفئة الأولى. ومثلاً رغم بعض الاختلافات بين سيارات الفئتين المذكورتين، إلا أن الإطارات هي نفسها (بيريللي)، وهو أمر أساسي لأن عليك فهم كيفية عمل الإطارات وطريقة المحافظة عليها ومنع تآكلها، وهي من النقاط الإيجابية التي تكتسبها.
اعيش لبنانيتي يومياً، وهذا ما يدلّ على ارتباطي بالجذور وبفخري بحمل اسم لبناني


■ برأيك هل يفترض بالاتحاد الدولي إجبار السائقين على التدرّج ضمن الفئات المختلفة قبل الجلوس خلف مقود سيارة للفورمولا 1؟
رغم أن التدرّج في الفئات أمر في غاية الأهمية، إلا أنه لا يمكن فرض قيود على السائقين، إذ هناك طرق عدة للوصول إلى الفورمولا 1، وقد رأينا سائقين عديدين ينتقلون إلى الفورمولا 1 من فئات صغرى مثل الفورمولا 3، وأصلاً في كل مرّة تتغيّر فيها القوانين وتشعر وكأن الجميع يبدأ من النقطة الصفر مجدداً.

■ هل أصبحت قيادة سيارة الفورمولا 1 بسهولة قيادة إحدى سيارات الفئات الصغرى؟
أوافقك الرأي، إذ أصبحت الأمور أسهل نسبياً على السائقين الجدد للتأقلم مع السيارة، لكن في موازاة هذه النقطة لا أرى أن هناك أمراً يصعب تعلمه في حال توافر التركيز والإصرار معاً.

■ كبرازيلي تحمل اليوم مسؤولية كبيرة لأنك تمثّل بلاداً قدمت سائقين عظماء الى هذه الرياضة، مثل إيمرسون فيتيبالدي، نيسلون بيكيه وإيرتون سينا. كما أن فيليبي ماسا اقترب من الاعتزال، وبالتالي ستكون الممثل الوحيد للبرازيل في الفورمولا 1، ألا يشكّل هذا الأمر ضغطاً عليك؟
ينتظر البرازيليون دائماً من أي سائق برازيلي تقديم أداءٍ مميز، لكن ما أفكر فيه حالياً هو تقديم نفسي بشكلٍ جيد في الفورمولا 1، ثم أذهب الى النجاحات والإنجازات. ولتحقيق الأمر الأخير عليك أن تكون مع الفريق المناسب في الوقت المناسب، لكنني أشعر بالتفاؤل حيال فريق ساوبر، ولا يزال أمامي الكثير لأتعمله، وأنا ملتزم تماماً بالقيام بما يجب لتحقيق النجاح في المستقبل.

■ ماذا عن جذورك اللبنانية، وما هي العلاقة التي تربطك ببلادك الأم؟
لبنان يجري في دمي. والدي لبناني، وأيضاً لديّ جدة لبنانية من عائلة بيطار. لقد اكتسبت الكثير من العادات والتقاليد والثقافة اللبنانية من الأهل والأصدقاء، حتى إنني أنتظر السباقات التي تقام في الشرق الأوسط لكي أشعر بالقرب من جذوري، علماً بأنني أستمتع بالطعام اللبناني الذي تطهوه جدتي، وأبحث عن تناول هذا النوع من المأكولات في كل مرة أكون فيها في أحد البلدان العربية.

■ الى أي مدى لديك تعلّق بشيء لم تعشه يوماً أي لبنانيتك؟
أنا أعيش لبنانيتي يومياً. اسم عائلتي (نصر) موجود على خوذتي وعلى سيارتي وبالأحرف العربية، وهذا ما يدلّ على ارتباطي بالجذور وبفخري بحمل هذا الاسم. أنا لبناني أصيل.

■ ما هو الشيء الذي منحتك إياه أصولك اللبنانية في مسيرتك حتى الآن؟
جميل أن تشعر بأن لأصولك تأثيراً في بقعة كبيرة من العالم، وعلى سبيل المثال أحب المجيء الى سباق أبوظبي حيث هناك الكثير من المشجّعين لي، وهذا يعود لاسم عائلتي اللبناني.

■ هل لديك أي خطط لتسويق رياضة السيارات وتشجيعها في لبنان والشرق الأوسط؟
رياضة السيارات تكبر يومياً في الشرق الأوسط الذي بات وجهة للعديد من السباقات. وأتوقع أن تكون مشاركتي في الفورمولا 1 دافعاً للكثيرين في هذه المنطقة لدخول عالم هذه الرياضة.

■ هل رسالتك الى اللبنانيين هي إبقاء اسم نصر بالعربية على خوذتك؟
على الأرجح، نعم سأفعل، والآن أصبح للبنانيين ممثّل لهم في بطولة العالم للفورمولا 1، وآمل أن يواصلوا دعمهم لي.




بطلٌ منذ الصغر

احتاج جدّ فيليبي نصر الى 3 أشهر للوصول إلى شواطئ البرازيل عبر باخرة حملته اليها من لبنان في ستينيات القرن الماضي، حيث استقر في أنابوليس قرب العاصمة برازيليا، ليبدأ فيها حياة جديدة. والده أمير نصر، الذي لا يفارقه حالياً، اهتم كثيراً بالفورمولا1 ونقل هذا الشغف اليه، فبدأ ابن الـ 22 عاماً، التسابق ضمن فئة الكارتينغ في سن السابعة، فائزاً بألقاب عدة في البرازيل. وبعد انتقاله الى اوروبا لتنمية قدراته، فاز ببطولة «فورمولا بي أم دبليو الأوروبية» عام 2009، ثم ببطولة «فورمولا 3 البريطانية» بعد عامين. وبعد موسمين في بطولة «جي بي 2»، اصبح سائقاً احتياطياً مع وليامس، ومنه انتقل ليكون سائقاً اساسياً مع ساوبر ابتداءً من الموسم المقبل.