القاهرة | هل الاحتفاء الكبير بألبوم حمزة نمرة (1980) الجديد «اسمعني» (إنتاج أويكنينج ريكوردز) جاء تعاطفاً مع الحصار الرسمي التي يتعرّض له؟ هل يمكن ربطه بمحاولة التأكيد أنّ الشباب المؤيد لـ«ثورة يناير» ما زال قادراً على التأثير خارج الدوائر الرسمية المفتوحة فقط للمطربين المؤيدين للنظام المصري؟ أسئلة عدة انطلقت بعد الترحيب غير المتوقع بألبوم نمرة الذي صدر قبل أيام فقط، وحظي برواج ملحوظ رغم حالة الكساد الدائمة التي تسيطر على سوق الكاسيت المصري. لا يمكن تجاهل التفسير السياسي لنجاح الألبوم، لكن ذلك لم يمنع ملايين الشباب من إبداء إعجابهم بمضمون العمل وأغنياته الـ 12.
صاحب «احلم معايا»، أول ألبوماته الذي صدر عام 2008، لم يعرف الشهرة بمعناها الواسع إلا بعد «ثورة يناير»، وتحديداً عندما صرّح الناشط وائل غنيم بأن أغنية «احلم معايا» كانت الونيس الذي رافقه في أيام الاعتقال التي تزامنت مع اعتصام ميدان التحرير الذي انتهى برحيل مبارك في شباط (فبراير) 2011. في العام نفسه، أطلق نمرة ألبومه الثاني «إنسان».
«اسمعني» حققت أكثر من مليون مشاهدة خلال 5 أيام


لكن نقطة التحول الحاسمة في مشواره الفني كانت بعد أحداث «30 يونيو» حين أعلن رفضه لخريطة الطريق وعزل محمد مرسي وشارك في تظاهرات عدة رافضة لما وصفه الإخوان بالانقلاب العسكري، ما أدى إلى هجوم عنيف على نمرة وحصار جماهيري أكثر منه سياسياً.
هكذا، خلد في الظل لأكثر من عام ثم عادت أخباره لتتصدّر الواجهة أخيراً. لكن ليس الألبوم الجديد هو السبب، بل قرار مفاجئ من رئيس الإذاعة المصرية عبد الرحمن رشاد، قضى بمنع أغنياته من البث عبر محطات الدولة، بدعوى أّنّه أصدر أغنيات مناهضة للنظام (الأخبار 20/11/2014). التزم نمرة الصمت تماماً قبل أن يظهر قبل أيام على الهواء مباشرة مع الإعلامي عمرو الليثي على قناة «الحياة»، ثم أطلق الألبوم الذي حظي بنجاح كبير في الأسواق من دون أن يتعرض لأي مشكلات رقابية، ما يؤكد أنّ قرار رئيس الإذاعة كان فردياً ومتعجرفاً. وتواصل أغنيات الألبوم تحقيق معدلات استماع مرتفعة عبر يوتيوب و«ساوند كلاود». ووفق صفحة المطرب الرسمية على فايسبوك (تضم أربعة ملايين ونصف مليون معجب)، فإن أغنية «اسمعني» حققت أكثر من مليون مشاهدة خلال خمسة أيام فقط على يوتيوب، وأصبحت الفيديو رقم 2 من حيث الأكثر طلباً على يوتيوب حسب اختيارات المستخدمين المصريين، فيما تجاوزت مشاهدات كل أغنيات الألبوم أكثر من 3 ملايين حتى الآن.
وكشفت جريدة «التحرير» المصرية قبل يومين أنّ نمرة رفض عرضاً من قناة «الجزيرة مباشر مصر» بالظهور ضيفاً على شاشتها بعد سقوط مرسي للهجوم على الرئيس المؤقت عدلي منصور وقتها، والفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في تلك الفترة. فضل نمرة عدم ترك موقعه كمطرب وابتعد عن دور المعارض السياسي.