يكفي أن تجتمع العناصر التالية لتكوّن خبراً مثيراً: زافين قيومجيان، جو معلوف، و»مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية». نزاع قانوني تجاري حول استخدام فكرة «التجربة الاجتماعية» التي سبق أن سجلها مقدم برنامج «حكي جالس» جو معلوف على lbci (عبر شركةscoop production) في وزارة الاقتصاد واستحصل على شهادة سجل من حماية الملكية الفكرية في الوزارة تحت مسمى «الأثر الأدبي والفني». هكذا انحصر استخدام هذه الفكرة بمعلوف وفقاً لما ينص عليه القانون.
لكن ما الذي حدث وأوصل الأمور الى هذا المستوى؟
بدأت القصة عند استدعاء الإعلامي زافين قيومجيان للتحقيق أول من أمس في «مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية...» على خلفية شكوى جزائية رفعتها شركة «سكوب بروداكشن» (ممثلةً بالمحاميين جورج خوري وأشرف صفيّ الدين) الى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت بجرم «الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية»، بما أنه استخدم هذه الفكرة في برنامجه «بلا طول سيرة» الذي يعرض كل ثلاثاء على «المستقبل». هذه الشكوى سرعان ما أحيلت الى «مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية» لتخصصه في هذا المجال بالتحديد، وفق ما يروي لنا المحامي خوري. في هذا الصدد، يلفت الأخير إلى أنّ شركته رفعت شكوى في 13 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لدى قاضي الأمور المستعجلة تتضمن تبليغاً بالتوقف عن استخدام هذه الفكرة المسجلة باسم الشركة، ولم تبتّ الى اليوم. ويؤكد خوري أنّ اللجوء الى الشكوى الثانية جاء بعدما كرر قيومجيان استخدام الفقرة وبثها في برنامجه.
استدعاء زافين الى «مكتب
مكافحة الجرائم المعلوماتية...»

عدا المطالبة بوقف بث الفقرة، تلزم الدعوى قيومجيان بوصفه الشخصية التي «نفذت هذا الفعل»، بدفع كل الإيرادات التي استحصل عليها البرنامج جراء استخدامه لـ»التجربة الاجتماعية» ضمن ما يسمّى «عطلاً وضرراً» في القانون.
ثلاث ساعات استغرق التحقيق مع قيومجيان في المكتب المذكور الذي كان «نجم» عام 2014 في استدعاءاته للإعلاميين والناشطين والمدوّنين والتحقيق معهم وحتى ترهيبهم. وفي هذا الإطار، يحيّد قيومجيان نفسه عن القضية، واضعاً الكرة في «ملعب «المستقبل» التي تملك الحقوق الفكرية لبرنامجه». لكنه يعرب عن استغرابه إزاء الجهة التي تولت التحقيق معه، في حين أنّه يفترض أن تتولاها «محكمة المطبوعات”. وأكّد لـ»الأخبار» أنّ فكرة «التجربة الاجتماعية» موجودة عالمياً منذ عام 2000، و»لا يحق لأحد أن يحتكرها تماماً كظاهرة استخدام الـ selfies في البرامج التلفزيونية». لكنه في المقابل، أعاد التذكير بأنه قال في الحلقة الأولى من برنامجه إنّه سيعمد الى استخدام هذه الفكرة شهرياً.
وأقرّ وقتها بأن معلوف استخدمها في برنامجه أيضاً (بدأ بث برنامج معلوف قبل أسبوع من برنامج زافين). وعلى أثر ذلك، تلقى قيومجيان إنذاراً منscoop production بضرورة وقف بث هذه الفقرة.
في هذه الأثناء، جرى تواصل بين معلوف وزافين، وتعهّد الأخير بوقف هذا البث وفق ما يقول المحامي خوري ومعلوف. لكن قيومجيان لم يقرّ بهذا الأمر، بل قال إنّ الاتصال تضمّن استفساراً حول نية معلوف رفع دعوى ضده «لأنّني اعتقدتها مزحة». ولعل ما زاد من اشتعال الخلاف تغريدة كتبها قيومجيان أول من أمس تضمنت عبارتين هما «يا عيب الشوم».
جاء هذا التصريح بعدما فوجئ زافين بأن الدعوى تتضمن إيقافه عن العمل في حال عدم امتثاله لفحوى الشكوى. من جهته، يؤكد معلوف لـ»الأخبار» أنّ القضية هي نزاع تجاري بحت على حقوق الملكية الفكرية، ويأسف للتعاطي الإعلامي مع هذه الحادثة التي مارست «استخفافاً بعقول الناس».