تبدّلت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي من دون تغيير في مستوى القلق والخشية من حزب الله. قائد المنطقة المعيّن حديثاً، افيف كوخافي، الآتي من رئاسة الاستخبارات العسكرية، يتوقع حرباً مع الحزب، لكنه لا يدري متى، وكيف ستنشب.وتحت عنوان «مصدر رفيع جداً في قيادة المنطقة الشمالية»، أبلغ كوخافي صحيفة «معاريف» ان «المعركة مع حزب الله آتية، ونحن في الطريق الى المواجهة، والجيش الاسرائيلي على استعداد لاي مباغتة من الحزب، وما يمكن ان يأتي بعدها»، في اشارة الى عملية عسكرية كبيرة يخرق فيها حزب الله الحدود في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضح: «لا أحد يعرف متى وكيف سيبدأ ذلك، لكن يمكن أن ينفّذ (حزب الله) عملية كبيرة ومفاجئة تبدأ الحرب بعدها... والمواجهة على الجبهة الشمالية، قد تجر اليها الجانب السوري من الجبهة، برغم أن (الرئيس السوري بشار) الاسد قد لا يرغب في خوض مواجهة ضدنا (في هذه المرحلة)، بل وربما لا يستطيع ذلك» بسبب الحرب في سوريا.
يأتي كلام كوخافي بالتوازي مع تحذير لرئيس شعبة التخطيط في الجيش الاسرائيلي، نمرود شيفلر، لمح فيه الى ان اسرائيل غير جاهزة لمواجهة قدرات حزب الله الدقيقة والمدمرة. وقال في كلمة القاها في مؤتمر صحيفة «جيروزاليم بوست» السنوي، نشرت الصحيفة مقتطفات منها، ان ترسانة حزب الله المتنامية من الصواريخ والقذائف الصاروخية الممولة ستكون حاضرة في الحرب المقبلة، مع توقع الاستخبارات بأنها «ستكون أكثر دقة وتدميراً مما شاهدناه في الماضي».
وقال شيفلر انه «في اطار السعي لمواجهة هذه التهديدات،
المواجهة على الجبهة الشمالية،
قد تجر إليها
الجانب السوري



وبالتزامن مع تعيين رئيس الأركان الجديد، سيعمل الجيش في الاشهر الستة المقبلة على بلورة خطة عسكرية تتضمّن إيجاد وسائل متطورة وصحيحة للمواجهة، ومع تعيين غادي ايزنكوت، قد تكون لدينا فرصة لبلورة خطة جديدة لخمس او لعشر سنوات مقبلة» لمواجهة حزب الله. وسألت «معاريف» كوخافي عن الوضع في سوريا وتأثيراته على اسرائيل، وتحديداً بعد سيطرة «جبهة النصرة» على أجزاء واسعة من المناطق المتاخمة للحدود في الجولان، فأجاب ان موقف اسرائيل لم يتغيّر، ويتمثّل في «عدم التدخل في الحرب الدائرة هناك بأي شكل من الاشكال»، لكنه استدرك بأن «الجيش الاسرائيلي يستعد للتدخل، لأن هذا ما سيضطر اليه في يوم من الايام، ونحن مستعدون لمواجهة اي سيناريو». فبرغم الهدوء الامني على الحدود مع سوريا، الا انه «لا أحد يمكنه ان يضمن هذا التنظيم او ذاك، صحيح ان داعش غير موجود، وبعيد عنا، لكن من يضمن الا تغير الجهات المسيطرة هناك ولاءها، وترفع في نهاية المطاف علم داعش؟».
وعن الضربات التي تشنها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، حذر كوخافي من ان هذه الضربات تأتي نتيجة لمصالح الاطراف التي تنفذ الضربات، اي ان هذا المسار قد يتغير إذا تغيرت المصالح، و»كلما مر الوقت أدركنا أنه في اليوم الذي تنتهي فيه هذه المصالح سنكون وحدنا، وحينها سندخل الى الميدان». وأكد ان الرئيس الاسد لا يزال صامداً في المناطق التي يسيطر عليها، وهي مناطق قوة بالنسبة اليه، وقال ان «الاسد اثبت انه زعيم حقيقي وقائد قوي. صحيح انهم سخروا منه في السابق لانه طبيب عيون (لا يفهم بالسياسة والقيادة)، لكنه يخوض منذ اربع سنوات حربا غير بسيطة، برغم ان احد اسباب بقائه يعود الى تحالفه القوي مع روسيا وايران». وأضاف ان «الاسد على يقين بانه ينقذ العالم من تنظيم داعش الدموي، وهذا ما يبدو حاليا منطقيا جدا».