نقرأ القصص عن حياتهم، وقد تأتي الأغاني على ذكرهم. لكن قلّة منا تلتفت إلى أنهم لا يزالون يعيشون معنا. إنهم الرعيان، الذين سارت جمعية «حماية الطبيعة في لبنان» ومنظمة «دايفرس إيرث» على خطاهم في ست دول كائنة على ساحل البحر الأبيض المتوسط هي لبنان وتونس والمغرب واليونان وتركيا وإسبانيا. حصيلة الرحلة التي قام بها ستة مصوّرين مع الرعيان، في كلّ من هذه الدول، أنتجت معرضاً للصور جال في تونس وباريس وجنيف، وحطّ الأسبوع الماضي في المركز الثقافي في جبيل حيث استمرّ أربعة أيام.

وهو مستمّر في التنقل بين الدول، كما تقول منظمة المشاريع في «جمعية حماية الطبيعة» شاليمار سنّو. وتوضح أن فكرته ولدت خلال رحلة البحث عن «الممارسات الثقافية المرتبطة بالطبيعة، وعندما اجتمعنا مع باقي الدول وجدنا أن موضوع الرعي هو المشترك بيننا». وكان الهدف من هذا النشاط «التوعية لأهمية المحافظة على الطبيعة إذ يخفف الرّعْي من حرائق الغابات ويزيد من نموّ النبات».
المصوّر اللبناني أسعد صالح أمضى يومين مع الرعيان في منطقة عميق البقاعية، حيث تعرّف إلى حياة هذه الفئة من الناس «واكتشفت أني كنت أملك أحكاماً مسبقة عليهم، منها أنهم قد يكونون من الفقراء. لكني اكتشفت أن من يملك الحيوانات منهم ميسور، وتعلمت المثل الشعبي المعّاز ما بيعتاز». كما تعلّم صالح جزءاً من «أسرار المهنة»، ومنها كيفية المحافظة على القطيع ضمن مجموعة، بحيث لا يتفرّق أحدهم عن الآخر. وتظهر الصورة المرفقة الخروف الذي يطلق عليه اسم «مرياع». وهو الخروف الذي يختاره الراعي ليكون دليلاً لرفاقه. فيعمد الراعي منذ الصغر إلى وضع الحليب الذي يتناوله هذا الخروف في خرج الحمار، ما يجعله ملتصقاً طيلة الرحلة بالحمار الذي يتقدّم القطيع. كما يحرص الراعي على عدم قصّ صوف هذا الخروف، ولا غسله، لكي يحافظ على رائحته التي تلحق بها بقية الخراف.
المعرض الذي نظّم في جبيل، ترافق مع بداية موسم الأعياد. وشكل فرصة لكثير من زوّار جبيل لكي يطلعوا على صور المعرض، ويتحدثوا مع المصوّر، بالإضافة إلى زيارة «سوق الحمى» الذي يهدف إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع المحلي.