يكفي أن نرى تصدّر أخبار العاصفة المحتملة التي أصبحت تفاصيلها مختلقة موقع «النهار» الإلكتروني حتى ندرك أن القائمين على الموقع حققوا أهدافهم. المعادلة بسيطة: خبر يحمل كماً من التهويل والخوف ينبئ بعظائم الأمور، يتحدث عن عاصفة محتملة ستقتلع الأخضر واليابس. هذا الأمر تكرر مرات عدّة مع كل حديث عن مجيء عاصفة ثلجية الى لبنان (لا تأتي أصلاً) والأنكى أن الموقع يتبنى التسميات التي تطلق على العواصف من «ميشا» إلى «نانسي» وصولاً إلى «كاتسي»!. هذه التسميات عادة ما يعمد الموقع إلى تكرارها والى جانبها النبأ العظيم، فعلى سبيل المثال: أورد الموقع في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) خبراً عن العاصفة «نانسي» الشهيرة : «نانسي تتخطى ميشا وتضرب لبنان». وفي فحوى الخبر أنّ «مصلحة الأرصاد الجوية» توقعت «طقساً غائماً مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وأمطار متقطعة وغزيرة أحياناً». إذاً، هو مجرد انخفاض في درجات الحرارة كما جرت العادة لا أكثر ولا أقل. وبعد أسبوع من التهويل بالعاصفة «نانسي»، جاء دور «كاتسي» مع عنوان «إنسوا ميشا ونانسي... إليكم كاتسي». خبر ملؤه الخوف والرعب مع مضمون ينفي تماماً عنوانه ويشي بوضوح الإنفصام الذي يعيشه المحررون في الموقع. بحسب مصلحة الأرصاد أيضاً فإن مثل هذه الأخبار «ليست دقيقة بل مجرد شائعات، ويهدف المرّوجون لها الى اللعب على أعصاب الناس»! إذاً هي شائعات. وبالرغم من أنّها كذلك، إلا أنّ الموقع آثر أن يورد مرّة أخرى بعد يومين خبر «العاصفة ليست «شائعة» وإليكم التفاصيل».وكما حدث مع الخبر السابق، فإنّ المحرر تعامل مع القرّاء بإستغباء ولعب على أعصابهم، ولم تكن الشائعة إلا شائعة و«الطقس غائم وهناك انخفاض في درجات الحرارة»، حسب «مصلحة الأرصاد الجوية».
واليوم، كرّر الموقع فعلته عبر إيراد خبر عن الطقس أيضاً على شاكلة سؤال «مطر وبرد قارس غداً؟». وفي تفاصيله أنّ الطقس غائم مع انخفاض في درجات الحرارة. ويبقى السؤال الساخر كيف نكون في فصل الشتاء وتنخفض درجات الحرارة ويصبح الطقس غائماً؟ الجواب برسم المعنيين في الموقع.