صدر عن «المكتب الإعلامي في الجامعة اللبنانية» بيان، ردّ فيه (مرّة اخرى) على التقرير المنشور في «الاخبار»، بتاريخ 11/12/2014، تحت عنوان: «امتحان الدخول إلى ماستر السياحة: الرسوب ممنوع بقرار حزبي». عبّر فيه عن «اسفه» لعدم نشر الردّ السابق (الوارد من عميدة الكلية) في الطبعة الورقية، والاكتفاء بنشره على موقع الصحيفة على الانترنت. وهال «المكتب الاعلامي» كيف جرى التعليق على هذا الرد باستعادة ما جرى في امتحانات كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في العام الماضي. المفارقة، ان هذا الرد، كما الرد السابق، لا يتضمن اي نفي لما ورد في التقرير عن الغاء امتحانات الدخول الى الماستر في كلية السياحة، بعد تدخلات حزبية لانجاح طالبين راسبين، وضغوط مارسها رئيس الجامعة عدنان السيد حسين على ادارة كلية السياحة لانجاح هذين الطالبين، واشتراط عميدة الكلية نجاح كل الطلاب الراسبين، وعددهم سبعة طلاب.
اذا كان ما ورد في التقرير صحيحا، فلماذا الاصرار على الرد اذا؟ «المكتب الإعلامي» في الجامعة «يؤكد أن ما حصل في كليتي السياحة وإدارة الفنادق وكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال، إنما هو من ضمن الصلاحيات التي منحها القانون لإدارتي الكليتين». ويتابع «إن رئيس الجامعة اللبنانية لا يتدخل في أمور الامتحانات إلا لتصويب الخطأ، ولا يراعي أي اعتبار آخر (حزبياً كان أو سياسياً) إنَّما ما يمليه عليه القانون». ثم ينتقل «المكتب الاعلامي» الى ما هو افظع، فيشير الى «أنه ليس مستهجناً أن تنشأ في الجامعة اللبنانية، التي تضم أكبر عدد من طلاب لبنان بعض الإشكالات، وهذا أمر طبيعي في الجامعات الكبرى (...)». وأخيراً، اراد «المكتب الإعلامي في الجامعة اللبنانية» أن يمارس الوعظ على كاتب التقرير (الزميل حسين مهدي) بالقول «إن حماية الجامعة مسؤولية وطنية، وإن الإنجازات التي تقوم بها أكبر بكثير من بعض الشوائب التي تحصل، فليته يلقي الضوء على بعضها إنصافاً لها ولدورها التاريخي، بدلاً من إشاعة أجواء عدم الثقة بهذه المؤسسة العامة التي قدمت إلى لبنان وإلى اللبنانيين أعظم الخدمات العلمية والثقافية».
ماذا يُفهم من كل ذلك؟
اولا، يقر البيان بوجود ما يسميه «الشوائب»، وانها تُعالج بـ»صلاحيات استنسابية»، وبالتالي تسمح بترفيع من يحظى بالدعم، وبترسيب من يفتقر الى الحماية.
ثانيا، يقر البيان بان رئيس الجامعة لا يتدخل في امور الامتحانات «الا لتصويب الخطأ»! والخطأ هنا الذي اراد تصويبه، هو رسوب طالبين «صودف» انهما يتمتعان بنفوذ حزبي.
اخيرا، تكفي الاشارة الى ان آخر الانجازات المحققة في الجامعة اللبنانية يتمثل بما سمي «الملف الاسود» لتفريغ 1212 استاذا، تبين ان قسما كبيرا منهم لا يستوفي اي شروط للتفرّغ، بل ان بعض الاشخاص الذين دست الاحزاب اسماءهم ليس لديهم الا شهادات مزوّرة. وهذا عار لن يمحوه اي حديث عن اي انجازات.
(الأخبار)