أكثر من عشرين راقصاً وراقصة اجتمعوا مساء أمس على خشبة «مسرح مونو» لتجسيد عالم «أليس في بلاد العجائب» الذي صممته ندى كانو. العرض الراقص الذي انطلق أمس ويستمر حتى 29 كانون الأول (ديسمبر)، هو جزء من «مشروع بيروت للرقص» الذي استحدثته ندى كانو عام ٢٠٠٩. منذ البداية، تمثّل هدف المشروع بإعطاء الفرص للأطفال الذين يعانون من ظروف مادية واجتماعية صعبة، للتعرف إلى الرقص الكلاسيكي و«النهل من فوائد الرقص» على الصعد كافة عبر تقديم منح لدعمهم.

وقد بلغ عدد الأطفال الذين استفادوا من المشروع ١٩٠ طفلاً حتى اليوم. وبعد أربع سنوات على اطلاقه، تأسس قسم التدريب المحترف وكان نتاجه هذا العرض المتقن الذي جمع أطفالاً، وشباباً محترفين في الرقص الكلاسيكي. على مدى ما يقارب ساعتين كانت أليس تتنقل برشاقة بين فصل وآخر من فصول حلمها. تلك القصة الشهيرة التي أنجزها الكاتب وعالم الرياضيات الإنكليزي لويس كارول عام 1865 تشكل ارثاً كلاسيكياً في عالم فنون العرض، إذ قدّمت مئات المرات حول العالم كمسرحيات للأطفال والبالغين، أو كعرض راقص كلاسيكي أو معاصر. وقد قدمت ندى كانو «أليس في بلاد العجائب» عام ٢٠٠٤.
مشاركة حوالى 20 راقصاً من الهواة والمحترفين

تتحدث قصة كارول عن أليس الفتاة التي ملت قراءة شقيقتها لإحدى الكتب فذهبت الى الحديقة ولحقت أرنباً تأخر عن موعده فوقعت في حفرة كبيرة. هنا تبدأ مغامرتها في دخول عوالم خيالية، فتشرب تارةً سائلاً لتتقلص وتدخل عالماً آخر ثم تأكل كعكة لتعود الى حجمها وتلتقي خلال جولتها مجموعةً من الكائنات وصولاً إلى محاكمة فرض عليها أن تكون شاهدة فيها بدافع الصدفة، إلى أن تصحو من النوم أخيراً ويتضح أن كل هذا ما كان سوى حلم.
تميز عرض ندى كانو الذي شارك فيه أطفال ــ أصغرهم في التاسعة ــ ومجموعة من اليافعين بتقنية في الأداء يحسب لها، خصوصاً أن عدداً من الراقصين المشاركين بدأوا مسيرتهم في رقص الباليه منذ عام فقط. تحسب لها أيضاً ديناميكية العرض التي أضفاها خليط الراقصين المحترفين كجوانا عون وشادي عون وجانين يونس، مع أولئك الهواة. أما السينوغرافيا (Taradomus) فهنا حديث آخر. التجهيز السينوغرافي كان حاضراً في قاعة الاستقبال قبل الدخول الى المسرح وبدء العرض. أقفاص وكراس تتدلى من السقف، وأشجار مرسومة على الحائط، حيث ندخل في جو العرض قبل أن ينطلق. ورغم بعض الإطالات، تميز العرض بجماليات الرقص والعالم المبهر من الأكسسوارات، والأزياء والموسيقى الذي رافقه. لا شك في أن كانو التي قررت العودة إلى لبنان عام ١٩٩٨ لتحقق حلمها في تطوير رقص الباليه والارتقاء به إلى مستويات عالمية، تخطو اليوم خطوات ثابتة نحو ما يسمى عالم من الراقصين المحترفين الصغار.



«أليس في بلاد العجائب»: حتى 29 كانون الأول (ديسمبر) على خشبة «مسرح مونو» (الأشرفية ــ بيروت). للاستعلام: 01/218078