عندما تدعو أستاذ نجاح واكيم الشعب للنزول الى الشارع، كم تبلغ نسبة هؤلاء المثقفين وطنياً حتى يلبوا النداء؟ أو بالأحرى كم هي نسبة المرتهنين الذين يسيرون خلف زعيمهم الإقطاعي، وبالتالي لن يشاركوا في التحرك؟ هل حررنا هذا الشعب قبل أن ندعوه الى الانتفاض؟ إن شاء الله تكبر كرة الثلج، ولكن لماذا كل هذا التفاؤل؟ هذه أسئلة مواطن عادي كان حاضراً في المؤتمر الصحافي الذي عقده عضو «المؤتمر الوطني للإنقاذ وإعادة تأسيس الدولة» النائب السابق نجاح واكيم، من أجل البحث في المخاطر التي تتهدد لبنان اليوم وسبل الخروج منها، ولعرض مبادرة المؤتمر «من أجل التصدي للإرهاب». مداخلة ابن البقاع كانت الوحيدة في لقاء أمس في نقابة الصحافة. رد واكيم عبر تقديم تحركات الشعب المصري كمثال. «قبل أن ينزل المصريون الى الشارع، كثر سألوا هذا السؤال، ولكن حين وُجدت خريطة طريق واضحة كانوا كثراً. لبنان يُشبه مصر». معللاً جوابه بأنه «على الأقل هناك 95 في المئة من شعبنا ضد السلطة ولا أمل له بها». ولكن تلكؤ اللبناني عن المطالبة بحقه يعود بشكل أساسي الى أن «أحداً لم يطرح بعد خطة عمل واضحة. إذا مارسنا واجباتنا فسنكتشف أن شعبنا عظيم وهو معنا». سألته «الأخبار» إن كان لا يزال مؤمناً بالقدرة على التغيير، فأجاب رئيس «حركة الشعب» «اليوم بدأت عملية التأسيس الجدية».لم يستسلم واكيم بعد لواقع أن التجارب «أثبتت»، حتى الآن، أن المجتمع اللبناني لا ينتفض لكرامته ولأمور تمس حياته اليومية. زملاؤه في المؤتمر الوطني: الوزير السابق شربل نحاس، الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، الحزب السوري القومي الاجتماعي (جناح علي حيدر) تركوه وحيداً على المنصة.

رئيس تحرير مجلة الآداب وعضو المؤتمر سماح ادريس، حضر متأخراً واكتفى بالوقوف في آخر القاعة التي امتلأت. أصحاب البذلات الرسمية لم ينتظروا أن يختم واكيم كلمته حتى يغادروا القاعة. في حين انتظره «عامة الشعب»، وخاصة النسوة اللواتي أردن التقاط صور معه.
بوشر العمل على «المؤتمر» في حزيران 2013. رغم صدق نوايا مؤسسيه وأعضائه، إلا أنه لم يتمكن حتى الساعة من إيجاد مكان له في الساحة السياسية الداخلية. هذه المرة، كان واكيم المتكلم الوحيد في المؤتمر. تحدث عن الشعب الذي هو مصدر السلطات، «أو بالأحرى مصدر شرعية السلطات». ولكن، ما هي حال المؤسسات الدستورية اليوم؟
الشرعية سقطت
عن المؤسسات الدستورية وعادت
إلى الشعب
يجيب واكيم أن «رئاسة الجمهورية خاوية ولن تملأ في المدى المنظور، وعلى كل حالٍ هل يمشي الحال إذا امتلأت بميشال سليمان آخر؟». هنا استنفر أحد الحاضرين الذي حاول الدفاع عن الرئيس السابق، الا أن واكيم قطع عليه الطريق، «معليش خليني كفّي». بالنسبة للحكومة، «هي بلا رأس، أما أداؤها لوظائفها الرئيسية فحدّث ولا حرج». مجلس النواب «انتهت صلاحيته من زمان ومدّد لنفسه بما يُخالف صراحة أحكام الدستور والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها الشرعية والتي يقوم عليها النظام الديموقراطي». هذا العرض أوصل واكيم الى خلاصة أن «الشرعية اليوم سقطت عن هذه المؤسسات وعادت الى مصدرها الأصلي الشعب». مصر كانت هي المثل الذي قدمه واكيم، ولكن أين الشعب اللبناني من هذه التحركات؟ «ندعوه الى النزول الى الشارع بشكل سلمي وحضاري، هكذا يكون قد انتقل من نزع الشرعية عن السلطات الى تفويض مؤسسة انتقالية لقيادة البلاد في هذه المرحلة». أما القوة التي ستحمل هذه المبادرة، «فهي موجودة في كل الأحزاب والقوى والنخب التي ستضغط من أجل إعادة تأسيس الدولة».