القاهرة | «موت وخراب ديار». المثل المصري الشهير هو التعليق الأمثل على خبر انتشر صباح اليوم يؤكد حصول قناة «سي. بي. سي.» على حكم بتغريم الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف وشركة «كيوسوفت» المنتجة لبرنامج «البرنامج» مبلغ يقدّر بنحو 15 مليون دولار أميركي، وذلك في الدعوى القضائيّة المقامة من شركة «تلفزيون المستقبل» المالكة لـcbc ضدّ «كيوسوفت».رغم صدوره في العاشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن «مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي»، لكن الحكم بتغريم باسم يوسف وفريق برنامج «البرنامج» لم يخرج إلى العلن إلا قبل ساعات.
وقالت مصادر قضائية لـ«الأخبار» إنّ هذه النوعية من الأحكام «نادرة في سوق الإعلام المصري، ويشترط فيها على الطرفين عدم الإفصاح عن تفاصيلها إلا بعد صدورها بفترة محدّدة، وإلا يُعتبر ذلك إخلالها بسرية المداولات». الحكم الذي فاجأ الجميع، قضى بتغريم الإعلامي المصري الساخر بنحو سبعة ملايين دولار، وشركة «كيوسوفت» المنتجة للبرنامج المبلغ نفسه.
في هذا السياق، وفي تصريح لجريدة «الوطن» المصرية، قال حسام حسن، عضو «الهيئة القانونية» لشركة «المستقبل» المالكة لـcbc إنّ «الحكم نهائي، كذلك فإنّ يوسف والشركة ملزمان بدفع الغرامة، وإلا فسيجري الحجز على ممتلكاتهما داخل مصر وخارجها». وتوقعت صحيفة «الأهرام» أن يكون للحكم تبعات مهمّة للغاية على صعيد القنوات التلفزيونية المصرية، والعلاقات بين مقدمي البرامج، وملاك تلك القنوات، والعقود المبرمة بين الطرفين، ما يمنح إعادة تنظيم تلك العلاقات أهمية قصوى في المرحلة المقبلة.
من جانبه، أعلن باسم يوسف عبر حسابه على تويتر أنّه زُجّ به «في خلاف تحكيمي تجاري لست طرفاً فيه»، موضحاً أنّه يتعلّق بإيقاف «سي. بي. سي.» لـ«البرنامج»، ومستغرباً توقيت «تسريب الخبر». كذلك، رجّح الجرّاح السابق أنّه «مثير للتساؤل»، فيما أصدرت «كيو سوفت» بياناً مقتضباً حثّت فيه وسائل الإعلام على «وقف النشر حول النزاع القضائي بينها وبين cbc، التزاماً بالقانون»، مضيفةً أنّها ستقاضي كل من خالف قاعد السرية التي التزمتها هي منذ اليوم الأوّل.
وكما هو متوقّع، استقبل محبو باسم يوسف الخبر بحزن شديد، معتبرين أنّه دلالة على ألا أمل في عودته إلى الشاشة، وحتى إلى الإقامة في مصر. علماً بأنّ الإعلامي المصري يقضي معظم وقته حالياً في دبي.
وكان فريق برنامج «البرنامج» قد أصرّ على فسخ التعاقد مع «سي. بي. سي.» بعد منعها بث الحلقة الثانية من الموسم الثالث منه مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 ، فيما قالت إدارة المحطة وقتها إنّها مستعدة لعرض باقي الحلقات، لكن بشروط تتمثل بحرمان يوسف الحرية الكاملة في توجيه الانتقادات الساخرة كما اعتاد طوال الموسم الثاني الذي تزامن مع حكم الإخوان المسلمين. وكما هو معروف، انتقل يوسف لاحقاً إلى «mbc مصر» مطلع شباط (فبراير) 2014، لكنّه لم يبقَ فيها أكثر من من ثلاثة أشهر أعلن في نهايتها وقف «البرنامج» إلى أجل غير مسمى. وفيما رفض باسم يوسف كل عروض العودة عبر قنوات غير مصرية، اكتفى بمناوشات عبر حسابه الشخصي على تويتر. مناوشات تؤكد عمق ما قدّمه في «البرنامج» بعد سقوط الرئيس محمد مرسي، إذ أعاد التذكير بالفقرات التي سخر فيها من جهاز يمكنه علاج الإيدز وفيروس سي أطلقه طبيب منتسب إلى القوّات المسلحة، ليتضح لاحقاً عدم جدية الاختراع. كذلك، أعاد يوسف نشر لقاء سابق له توقّع فيه حصول رموز نظام مبارك على البراءة، وهو ما حصل فعلاً، كذلك أعلن تأييده لحصول الناشط السياسي المحبوس حالياً علاء عبد الفتاح على لقب «شخصية عام 2014» في استفتاء جريدة «المصري اليوم». علماً بأنّ الإعلامي المصري هو أبرز المتنافسين على اللقب.