رغم أنّ mbc تتوجه إلى الوطن العربي، إلا أنّ المذيعة المصرية وفاء الكيلاني اختارت أن تسم برنامجها «الحُكم» انطلاقاً من انتمائها المصري، وهو ما ظهر بنحو مبالغ فيه في آخر حلقة عُرضت أمس. استضافت الكيلاني النجم السوري تيم حسن (الصورة) وتركت الباب مفتوحاً على غزو المفردات الشعبية المصرية في أسئلة طرحها البرنامج على عيّنة من الجمهور، ليعود بنسب مئوية وُزّعت على إجابات متعدّدة وُضعت مسبقاً، أو قُسّمت على إجابتي نعم أو لا.لم تتردّد الكيلاني في أن تحلّف ضيفها بمصر ليستجيب لطلباتها الكثيرة في إلقاء الشعر والغناء والتقليد. هذه الحالة بدأت منذ اللحظة الأولى لبث التقرير الطويل الذي ظلم تاريخ تيم حسن في الدراما السورية، واعتبر بنحو غير منصف أنّ شهرته انطلقت منذ أن جسّد دور بطولته الأوّل في الدراما المصرية، أي في مسلسل «الملك فاروق» (إخراج حاتم علي). لكن الحقيقة هي أنّ نجومية الممثل السوري انطلقت مع بطولاته المهمة في مجموعة مسلسلات سورية، بدءاً من «الزير سالم»، مروراً بـ«ثلاثية الأندلس»، و«التغريبة الفلسطينية» (للمخرج حاتم علي)، وصولاً إلى «نزار قباني» (باسل الخطيب)، و«الانتظار» (الليث حجو) الذي شكّل محطة مهمة في حياته الفنية.
«الانتظار» غاب كلياً عن التقرير الذي تطرّق إلى محبّته لكرة القدم ومحاولته الاحتراف مع «نادي الجيش». فكرة سرعان ما استثمرتها الكيلاني، إذ أحضرت له كرة أدّى بواسطتها حركات فنية داخل الاستوديو.
وما إن سارت أحداث الحلقة، حتى وجد نجم «زمن العار» نفسه في دائرة اتهام خطيرة تجزم بأنّه «الزوج الخائن»، استناداً إلى تصر يحات طليقته الممثلة السورية ديمة بياعة من جهة، وإلى صمته حيال هذا الكلام من جهة ثانية. هكذا، تكرّر السؤال نفسه أكثر من مرّة بأساليب مختلفة، أي حول سبب خيانة زوجته وتقويمه للخيانة وإمكانية أن تكون أسهمه قد تراجعت لدى الجمهور بسبب الخيانة. ثم أفاد البرنامج بأنّ النجمة نسرين طافش رفعت دعوى قضائية على بياعة بسبب اتهامها الصريح لها على الهواء بأنّها كانت على علاقة بحسن.
لكن الأخير عرف كيف يُحافظ على هدوء أعصابه وذكائه حتى النهاية، مردّداً أكثر من مرة: «سأبقى خارج هذا المسلسل المكسيكي الطويل الذي أتمنى أن ينتهي على خير». لكن في لحظات معيّنة، راقب الجمهور استياء نجم «الإخوة» من الدوران حول محور واحد، إلى درجة أنّه بدا كأنّه يُسابق الزمن لتنتهي واحدة من إطلالاته الإعلامية النادرة. وسجّل تيم حسن موقفاً حذّر فيه البرنامج ومقدّمته من الحُكم عليه بأنّه خائن فعلاً اعتماداً على اتهام طليقته، لكن براعة وفاء الكيلاني أجبرته على العودة إلى مزاجه، وجعلته يوافق على إلقاء الشعر وتقليد المغني اللبناني وائل كفوري.
أخيراً، وقع برنامج «الحُكم» في مغالطة كبيرة عندما روّج لمعلومة خاطئة حول قرار نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بفصل الفنانين المعارضين من النقابة، بينهم جمال سليمان ومكسيم خليل. والحقيقة أنّ النية كانت موجودة لدى النقيب باتخاذ مثل هذا القرار، لكنه تراجع عنها نهائياً (14/11/2014). ومع ذلك كان موقف تيم حسن من هذا الموضوع خجولاً إلى حد كبير. فبرغم تعبيره عن خطأ النقابة، أبدى احترامه لكل قراراتها من دون أن يبدي التضامن المطلوب حيال زملائه.