التحركات المكوكية للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تتواصل من الخليج العربي وإليه. فهو بعد تقديم «واجب الوفاء» لمن دعم مصر، أو بالأحرى دعم نظامه، يكمل التحضير للحصول على منح وقروض، أو استثمارات، قبيل مؤتمر المانحين في آذار المقبل. يوم أمس، حطّ السيسي لأول مرة في الكويت في زيارة تنتهي غداً، والتقى فيها الطبقة السياسية في البلاد بجانب رجال الأعمال. وبترحاب كبير، استقبل مسؤولون كويتيون يرأسهم أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح، الوفد المصري، ليبحثوا «العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين وتوسيع أطر التعاون».

وضمن البروتوكل، قلد الأمير الكويتي، الرئيس المصري، أرفع وسام كويتي، يمنح من أمير البلاد للملوك ورؤساء الدول. وفي تعبير عن حضور الجانب الاقتصادي، رافق السيسي كل من وزير الخارجية سامح شكري، ووزراء البترول والاستثمار والتعاون الدولي، فيما شارك في الاجتماعات رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت وعدد من رجال الأعمال. لكن العنوان الأبرز كان «أوضاع المنطقة وسبل محاربة الإرهاب».
ويتوقع خبراء اقتصاديون أن تشهد العلاقات الكويتية ـ المصرية تطوراً واضحاً عقب زيارة السيسي، إذ إن حجم المعاملات الاقتصادية التراكمية بين البلدين تزيد على 16 مليار دولار خلال العقود الأربعة الماضية، وهي بمتوسط 400 مليون دولار سنوياً، إلى جانب المساعدات والقروض الكويتية إلى القاهرة، وبلغت نحو 4 مليارات دولار، منها مليارا دولار وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطيات الدولية، ومليار دولار كمساعدات عينية نفطية، ومليار آخر هو منحة لا ترد. في المقابل، تتزايد الاستثمارات المصرية في الكويت والمقدر إجماليها بنحو 1.1 مليار دولار عبر العديد من رجال الأعمال المصريين هناك.
على جانب آخر، أكد وزير خارجية الكويت، صباح خالد الصباح، أن بلاده «ستتابع تنفيذ خطة المصالحة» بين مصر وقطر و«تنقيتها من أي شوائب». ويقول مسؤولون مصريون إن أمور المصالحة المذكورة تسير على ما يرام، لكن أحداً لا يجزم هل ستسفر هذه الزيارة عن موعد محدد لقمة مصرية ـ قطرية مرتقبة في الرياض.
في قضية أخرى، قال مسؤول حكومي مصري إن المفاوضات مع رجل الأعمال الهارب، حسين سالم، حول التصالح المالي معه «متعثرة»، وذلك في وقت رفض فيه محامي سالم والمتحدث باسمه التعليق على تلك التصريحات، واكتفى بالقول: «لقد تقدمنا بعرضنا من قبل».
وقال رئيس جهاز الكسب غير المشروع في مصر، يوسف عثمان، إن «العرض الأخير المقدم من سالم يعود إلى نحو شهر تقريباً، وكان عرضاً شفهياً ولم يرق إلى المستوى الرسمي». لكن عثمان رفض إعلان «قيمة مالية محددة عرضها محاميه للتصالح في هذا الأمر، سواء في المرة الأخيرة أو في مرات سابقة». وأضاف: «العروض غير مناسبة وهي تتركز حول التنازل عن الطائرة التي يملكها، إضافة إلى عروض مالية ضعيفة للغاية». وعرض رجل الأعمال الهارب عرضاً للتنازل عما يزيد على نصف ثروته، بما يقدر بنحو 4 مليارات جنيه (نحو 560 مليون دولار)، إلى جانب فندق في مدينة شرم الشيخ واستثمارات أخرى.
في ما يتعلق بأزمة المخطوفين المصريين في ليبيا، نظّم أهالي نحو 20 مصرياً قبطياً وقفة احتجاجية كانوا يعتزمون تنظيمها أمام مقر وزارة الخارجية في القاهرة أمس، في وقت أعلنت فيه الوزارة تشكيل «خلية أزمة» للعمل على إطلاق سراح الرهائن. وقالت الخارجية إنه «بناءً على تكليف» من الرئيس السيسي أُنشئت «خلية أزمة»، تضم ممثلين عن الوزارات والأجهزة المعنية، لمتابعة الاتصالات مع الأطراف الليبية والعمل على تأمين أرواح المختطفين وإطلاق سراحهم.
ميدانياً، أفاد مصدر أمني بأن تفجيراً وقع صباح أمس في منزل يستأجره عدد من عناصر الشرطة في مدينة العريش شمال سيناء، أدى إلى إصابة عدد منهم وانهيار أجزاء من المنزل وثلاثة منازل مجاورة، فيما فرّ مرتكبو التفجير من المكان.