تنطلق غداً مرحلة إياب الدوري اللبناني لكرة القدم، وهي مرحلة يتوقّع أن تكون مشتعلة على صعيد المنافسة. لكن الإياب سيشهد أمراً قد يكون يحصل للمرة الأولى. ففي هذه المرحلة هناك فريق سيلعب جميع مباريات الإياب وعددها 11 على أرضه. هذا الفريق هو الإخاء الأهلي عاليه الذي يحتل المركز الثاني عشر الأخير في ترتيب الدوري برصيد 5 نقاط، ويتنافس على الهروب من الهبوط الى الدرجة الثانية، والتي سيسقط اليها فريقان في نهاية الموسم، مع التضامن صور صاحب المركز الحادي عشر برصيد 8 نقاط، والراسينغ العاشر بـ 11 نقطة.
كما أن السلام التاسع بـ 12 نقطة والغازية الثامن والساحل السابع والنبي شيت السادس بـ 13 نقطة لكل منهم لا يبتعدون كثيراً من دائرة الخطر.
أن يخوض فريق نصف مباريات الدوري على أرضه فهذا أمر طبيعي وحق مشروع له. لكن أن يخوض جميع هذه المباريات في مرحلة الإياب وهو يتنافس على الهروب من الهبوط، فذلك يخالف مبدأ عدالة المنافسة مع الفرق الأخرى. صحيح أن الفريق لم يلعب أي مباراة في الذهاب على أرضه نظراً لعدم جاهزية الملعب، لكن هذا أمر يتحمل تبعاته النادي وليس الفرق المنافسة. فبمجرد أن تذكر لمتابع أن الإخاء سيلعب الإياب كاملاً على أرضه يعقّب سريعاً «هل يريدون إبقاءه في الدرجة الأولى بالقوة؟».
صمت غريب للأندية المنافسة
للإخاء على الهروب من الهبوط وخصوصاً التضامن صور والراسينغ


لا شك في أن أمراً كهذا لا يمكن أن يحصل سوى في لبنان، ولو علم الاتحاد الدولي به لأعلن حالة طوارئ في أروقته لمراجعة سجلاته في حال سبق وحصل مثل هذا الأمر. وقد يجد حالات مشابهة (طبعاً نادرة) لكن لا شك في أنها في بلدان تحتاج ألف سنة ضوئية لتلامس كرة القدم الاحترافية أو نصف احتراف.
أسباب «هجرة» جميع الفرق الى بحمدون في مرحلة الإياب تعود الى عدم جاهزية الملعب ذهاباً. فملعب بحمدون جرى ادراجه ضمن مشروع «فيفا غول» الذي يهتم بالملاعب وبأرضيتها التي ستتحول الى اصطناعية. وكان من المفترض أن يجهز الملعب بعد فترة لكن جرى تسريع العمل به بجهود اتحادية كبيرة ورغم ذلك لم تنتهِ الأعمال به حتى هذا الأسبوع. وهذه ليست مشكلة الفرق الأخرى ومن يتأخر في تأمين ملعبه يجب أن يتحمل المسؤولية.
وعليه، فإن مباراة في كل مرحلة قد تكون مهددة بالتأجيل بسبب الطقس كون الإخاء سيستضيف الفرق في عز الشتاء، والتأجيل يضر بالفرق وبه أيضاً لكن المهم الحق باللعب على أرضه!
لكن الغريب هو صمت الأندية المنافسة والتي قد تتضرر من الأفضلية التي ستُمنح للإخاء، لكن يبدو أن تلك الأندية راضية ولم تتحرك لتطالب بحقها معتبرة أن من حق الإخاء اللعب على أرضه، ورغم ذلك «ما بصح الا الصحيح».