الشعور بالفخر هو ما أجمع عليه معظم اللبنانيين على السوشال ميديا بعد إطلالة هبة طوجي (الصورة) في النسخة الفرنسية من برنامج «ذا فويس». الجميع كان ينتظر إطلالة الفنانة اللبنانية أوّل من أمس في برنامج المواهب الشهير على قناة TF1، خصوصاً أنّ الخبر كان قد انتشر قبل أسابيع، كذلك وصلت رسائل نصية قصيرة إلى الهواتف، مذكّرةً بموعد الحلقة. وكما كان متوقّعاً، لاقت تلميذة الرحابنة الجدد استحسان كل أعضاء لجنة التحكيم، واستدار لها المغنون الفرنسيون زازي، وجنيفر، وفلوران بانييه، إضافة إلى البريطاني من أصل لبناني ميكا.
غنّت طوجي لهم مقطعاً صغيراً منLes Moulins de mon coeur لميشال لوغران، قبل أن تمزجها بأغنيتها الشهيرة «لا بداية ولا نهاية» (كلمات الراحل منصور الرحباني، وتوزيع أسامة الرحباني) التي شكّلت عنوان ألبومها الذي صدر في 2011. «المود» الشرقي والكلمات العربية، دغدغا مشاعر أعضاء اللجنة الذين راحوا يستديرون واحداً تلو الآخر، أوّلهم ميكا الذي أكد أنّ طوجي فنانة معروفة في بلدها.
حضور طوجي اللافت، لم يفتح عيون الجمهور الأجنبي عليها فقط، بل اللبناني أيضاً. أخيراً، اكتشف اللبنانيون ابنة الأشرفية ذات الـ27 عاماً وصوتها القوي. بمجرّد ظهورها في البرنامج الفرنسي، تنبّه هؤلاء إلى أنّ في بلادهم نجمة اسمها هبة طوجي. وعمّت على الأثر حالة من الهوس، إذ تصدّر اسمها المواقع الإخبارية اللبنانية وتلك الخاصة بالقنوات. الجميع يتحدّث عن المغنية التي «أبهرت» و«سحرت» الفرنسيين.
الهوس انسحب على السوشال ميديا، و#HibaIsTheVoice أوّل الهاشتاغات

الهوس اللبناني بطوجي انسحب على العالم الافتراضي. إلى جانب إغراق الصفحات والحسابات الافتراضية بالتعليقات والصور والفيديوات الخاصة بصاحبة أغنية «لاموني كتير» وإطلالتها الأخيرة، تصدّر #HibaIsTheVoice لائحة الهاشتاغات الأكثر تداولاً على تويتر خلال اليومين الماضيين، فيما حلّ اسمها بالأحرف اللاتينية (#Hibatawaji) في المرتبة الخامسة.
وفي تصريح إلى صحيفة «النهار»، قالت هبة إنّه بعدما تلقت العرض من مدير الكاستينغ في The Voice، شعرت بأنّ مشاركتها فيه «ستفتح لي آفاقاً جديدة في الغرب وتحديداً أوروبا، خصوصاً أنّني أمتلك خلفية فرونكوفونية، ما يساعدني في الانتشار...». قد تكون هذه الرغبة محقة بالنسبة إلى فنانة تطمح إلى العالمية وتستحقها، لكن أيصح أن يتحقق ذلك من خلال برنامج مواهب؟ النسخة الفرنسية من «ذا فويس» سبق أن عرّفت اللبنانيين بمواهب من بلادهم مثل أنطوني توما، وقبله جوني معلوف، إضافة إلى مشاركة المغنية ألين لحود في الموسم الثالث العام الماضي. غير أنّ ظهور هبة لا يمكن مقارنته بغيره، فهي فنانة مكرّسة وصاحبة رصيد حافل بالمسرحيات والألبومات والأغنيات الجميلة. كذلك فإنّها أطلت على الجمهور من باب الرحابنة، فأثبتت نفسها وأكدت للجميع أنّها تملك صوتاً جميلاً ومثقفاً وقوياً، وحضوراً وأداءً أقوى على المسرح من دون أن ننسى خوضها مجال الإخراج الذي درسته في «جامعة القديس يوسف»، وبرز جليّاً في كليب أغنية «خلص» الذي حمل توقيعها.
لا شك في أنّ الأصوات المعارضة لمشاركة طوجي في البرنامج الفرنسي خافتة، إلا أنّها موجودة. الإعلامي في قناة «الجديد» جاد غصن، كتب على تويتر قائلاً: «بعد الأداء المميّز لهبة طوجي في The voice الفرنسي، حديث عن مشاركة أسامة الرحباني في America's got talent عن فئة العزف على البيانو». تعليق فيه ثناء على أداء هبة طبعاً وانتقاد لمشاركتها في برنامج هواة، وهو ما ظهر أيضاً في بوست نشره الموسيقي اللبناني الشاب ريان الهبر على فايسبوك: «على فكرة معقولة كتير فيروز تقدّم على The voice سنة الجاية». العام الماضي، خرجت ألين لحود في المرحلة الثانية من البرنامج، فهل تبقى هبة طوجي حتى المرحلة النهائية؟ وماذا سيكون تأثير خروجها قبل ذلك على مسيرتها الفنية؟ الإجابة برسم طوجي نفسها.