عشّية الجلسة الرابعة للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، ما هي الانعكاسات، لبنانياً، للتغيرات الأخيرة في المملكة العربية السعودية عقب وفاة ملكها عبدالله بن عبد العزيز، على هذا الحوار؟ وهل من تغيير في سياسة الرياض، وسياسة حليفها المستقبلي؟ وهل تصبّ التغييرات الأخيرة في مصلحة صقور المستقبل أم في مصلحة حمائمه؟«كل هذه تحليلات غير واقعية» بحسب مرجع بارز في تيار المستقبل، مؤكداً: «استمرار المتحاورين في ما بدأوا به تحت أي ظرف من الظروف، لأن التجربة أثبتت أن التقارب بين هذين المكونين، تحديداً، أنتج جوّاً أراح البلد الى حد كبير».

وحرصاً على عدم إفساح المجال أمام مثل هذه التحليلات، «يحبّذ عدم تأجيل جلسة اليوم». لذلك، سارع أعضاء الوفد من تيار المستقبل الذين غادروا لتقديم العزاء الى العودة الى لبنان، وكذلك فعل الرئيس نبيه بري ومعاونه السياسي الوزير علي حسن خليل، الذي يهتمّ عادة بالتفاصيل البروتوكولية. ورغم انشغال الأخير، أيضاً، بتقديم العزاء، «إلا أن التحضيرات تسير على ما يرام».
التطورات الميدانية، بين جلسة وأخرى، تلعب دوراً هي أيضاً في تحديد وجهة الحوار وفي زيادة القناعة بين طرفيه بأهمية ما يقومان به. ففي الجلسة الثالثة، لمس المتحاورون، بعد تفجيري جبل محسن واقتحام سجن رومية، المناخات الايجابية التي أوجدها الحوار في الشارع، بدليل أن الحادثين لم تتبعهما أية تطورات سلبية كما كان يحدث سابقاً عقب أحداث مماثلة.
ويفترض أن تبحث جلسة اليوم في تطورات الأيام الأخيرة في جرود رأس بعلبك. وبحسب المصادر، فإن أهم ما سيجرى التركيز عليه اليوم هو «كيفية حماية ما تحقق وما أنجز أمنياً وسياسياً، من بيروت إلى رومية إلى طرابلس وعرسال، حتى نستطيع إثبات قدرة الدولة على السير في ما بدأت به». وأضافت: «سيكون للخطة الأمنية في البقاع الشمالي حيز واسع من النقاش». وكشفت المصادر عن «ارتياح مستقبلي لموقف حزب الله من هذه الخطة، وعن ثقة بأن الحزب سيغطّي هذه العملية وسيرفع الغطاء عن أي مطلوب»، مؤكدة أن «الوفد المستقبلي، تحديداً وزير الداخلية نهاد المشنوق، كرّر أكثر من مّرة اقتناعه بأن الحزب صادق هذه المرة ولن يحمي أحداً، خصوصاً أن أمر العمليات ستشارك فيه قيادة الجيش إلى جانب قوى الأمن الداخلي، للبحث عن متهمين بأعمال إجرامية أو إرهابية». وعلمت «الأخبار» أن سيطلب في جلسة اليوم إزالة الاعلام والشعارات الحزبية من شوارع بيروت «وهناك اتفاق على ذلك»، فيما أوحت المصادر بإمكانية أن «يحضر الرئيس برّي الجلسة».
الى ذلك، نفت مصادر لـ «الأخبار» عقد اي اجتماع بين بري والرئيس سعد الحريري في الرياض، مشيرة الى أن اللقاء كان «على الواقف» على هامش تقديم العزاء.