تقدم «التجمع للحفاظ على التراث اللبناني» باعتراض الى محافظ بيروت، القاضي زياد شبيب، على اعمال الحفر ونقل الاتربة، التي تجري في جزء من الموقع الاثري المعروف بميدان سباق الخيل الروماني في منطقة وادي ابو جميل ببيروت.
يرى الناشط في التجمع رجا نجيم «ان ما يجري حالياً في العقار ١٣٧٠ الذي يضم الجزء الاساسي من ميدان سباق الخيل الروماني، يمثل المرحلة الاخيرة من تفكيك المعلم الاثري، وان اعمال التفكيك لا تستثني المدرجات التي لا يمكن اعادة دمجها إذا جرى تفكيكها نظراً إلى تركيبتها الدقيقة»‪.‬
وكان وزير الثقافة السابق غابي ليون قد وافق، بتاريخ 24/2/2012، على اقتراح قدمته الشركة المالكة للعقار، بناء على خرائط بناء اعدها مهندس ايطالي، تقضي بدمج اجزاء من الميدان المكتشف ضمن العقار، وبجعل الطبقة الأرضية متاحة أمام الزائرين.
وردّت الغرفة الأولى في مجلس شورى الدولة برئاسة القاضي شكري صادر، الطعون التي تقدم بها «التجمع للحفاظ على التراث اللبناني» ضد قرار وزير الثقافة. وقد طلبت المستدعية نقض القرار الذي يحمل الرقم 168/2013 الصادر بتاريخ 26/11/2013 لعدم مراعاته الأصول الجوهرية في التحقيق والحكم، ومن ثم إعادة المحاكمة على ما قررته المادة 98 من نظام مجلس شورى الدولة، وبالتالي إعادة الحكم بإبطال القرار الرقم 849 الصادر عن وزير الثقافة لصدوره عن مرجع غير صالح، وعدم مراعاة المعاملات الجوهرية لإصداره، ومخالفته قرارات وزارية سابقه، ومخالفته المعاهدات الدولية وانحرافه في السلطة، لكن طلب اعادة المحاكمة لا يزال يقبع في أدراج مجلس شورى الدولة دون ان يجري البت النهائي به.
يؤكد المشرف على اعمال الحفر في بيروت‬، د. أسعد سيف في حديث لـ «الاخبار» ان اعمال المسح التي تجري في العقار المذكور قُسمت الى مرحلتين بناء على طلب الاستشاري الهندسي الايطالي. المرحلة الاولى شملت تعشيب الموقع لابراز معالمه، وهذا ما جرى خلال الصيف الماضي، اما المرحلة الحالية التي تستخدم فيها بعض معدات الحفر والنقل، فهي عبارة عن عملية ازالة اتربة حديثة طمرت في الاسبارات التي اجراها عالم الاثار الهولندي هانزكيرفز اثناء حفر الموقع قبل سنوات، ولقد وافقت المديرية العامة للاثار على طلب صاحب العقار رفع هذه الاتربة للوصول الى مستويات اعمق في الموقع، لان ذلك يساعد في عملية التقويم النهائية لعملية التفكيك واعادة الدمج والتركيب وفق المخطط المعماري الموافق عليه من قبل شركة سوليدير. ونفى سيف كل الشائعات التي تقول ان عمليات التفكيك ستشمل مدرجات سباق الخيل الروماني في الجزء الجنوبي من العقار، مؤكداً ان هذه المدرجات سوف تبقى في مكانها، لانه لا يمكن تفكيكها واعادة تركيبها، وان اساسات البناء الجديد قد صممت بطريقة تسمح بعدم المس بالمدرجات، وهذا امر ممكن من الناحية المعمارية.
ولفت سيف الى ان المديرية العامة للاثار سوف تؤلف لجنة علمية لدراسة مشاريع التفكيك واعادة الترميم والدمج التي ستتقدم بها مكاتب هندسية مختصة، وسوف يعلن اسم المكتب الفائز الذي ستجري الموافقة على طلبه لتولي هذه المهمة على نفقة المالك.

يمكنكم متابعة بسام القنطار عبر | http://about.me/bassam.kantar