تحوّلت سماء اللاذقية إلى حمم تتساقط ناراً وباروداً على أهلها. 13 صاروخاً أصاب مباني سكنية في ضواحي المدينة وريفها، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين، وإصابة 8 آخرين. لم تفرق الإصابات بين أبناء المدينة وريفها أو النازحين إليها من مدن الحرب المجاورة. ساعات طويلة من استنفار المستشفيات وفرق الإسعاف في المدينة، لم تنتهِ حتى غياب الشمس.
الصواريخ انطلقت، ولليوم الثالث على التوالي، من قريتي غمام والدغمشلية، في ريف المدينة الشمالي. حالة من السخط الشعبي سادت شوارع المدينة، ولا سيما أن بين الشهداء طفلاً. يذكر حيدر، طالب جامعي، أن إسعاف الجرحى ولّد ازدحاماً شديداً في المناطق المستهدفة، ويضيف: «انبرى جميع الموجودين في المنطقة إلى إسعاف المصابين، وفضّ التجمعات في الساحات خشية تحقيق إصابات أشد خطورة». فرق الإطفاء سارعت إلى أماكن سقوط الصواريخ، خشية حدوث حرائق في السيارات والمباني السكنية. وهذا ما يؤكده سعيد، إذ إن حالة من الهلع سادت أوساط النازحين في المدينة الرياضية، إثر سقوط أحد الصواريخ في منطقة قريبة من البحر. ويضيف الإطفائي أن فرق الدفاع المدني والإطفاء انتشرت في شوارع المدينة وريفها، بهدف التواجد قريباً من مكان وقوع الحدث. وفيما أعلنت وسائل إعلام المعارضة وتنسيقياتها قصفَ كتيبة «أنصار الشام» للمربع الأمني داخل مدينة اللاذقية، إضافة إلى مينائها الحربي، فقد أصابت صواريخ غراد مناطق سكنية وزراعية في كل من جب حسن والزقزقانية ومحيط مشقيتا وعين البيضا والقلوف وعين اللبن، إضافة إلى قرية سقوبين، حيث تركزت الخسائر البشرية. سلاح الجو نفّذ 4 طلعات جوية، وقصف مراكز في سلمى وقريتي غمام والدغمشلية، في الريفين الشرقي والشمالي. مدفعية الجيش السوري تابعت استهداف مواقع للمسلحين في سلمى وجبل الأكراد. وعرف من بين الشهداء: الطفل طارق سالم، وسميعة الشواف. مصادر ميدانية أكدت أن الصواريخ توقفت مع غياب الشمس، خشية كشفها من مراكز رصد الجيش السوري ليلاً. يأتي ذلك بعد يومين من الحملة الصاروخية التي أعلنها قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، والتي استهدفت العاصمة السورية ليوم واحد، قبل أن يعلن توقفها دون تحقيق غايتها: «تحرير دمشق من النظام»، وذلك إثر استشهاد 7 مواطنين، إضافة إلى إصابة 70 آخرين.
وفي السياق، أعلنت صفحات معارضة مقتل قائد كتيبة «أحفاد صلاح الدين» التابعة لـ«الجيش الحر»، خالد حاج بكري، الملقب بـ«أبو السامي»، وذلك على أيدي مجهولين في جبل الأكراد، ضمن ريف اللاذقية، صباح أمس. يأتي ذلك بعد يوم واحد من زيارة قام بها رئيس «الائتلاف» السوري المعارض خالد الخوجا لمنطقة جبل الأكراد شمال اللاذقية، أول من أمس، برفقة «وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة» سليم إدريس.