يتعاطى «ائتلاف الأحزاب في السلطة» في انتخابات رابطة أساتذة التعليم المهني الرسمي مع المرشحين لعضوية الهيئة الإدارية للرابطة بصفتهم ممثلين للطوائف لا أساتذة نقابيين. يطبق «الائتلاف» نظاماً داخلياً للرابطة ينص صراحة على المداورة الطائفية في الرئاسة والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين في عدد الأعضاء الـ16، شرط أن لا يقل تمثيل إحدى الطائفتين عن 7 أعضاء.
هذا بالضبط ما يفسر الإرباك الحاصل في تأليف اللائحة التوافقية، إذ اكتشف المفاوضون أنّ هناك نقصاً في الترشيحات التي تؤمن التمثيل المطلوب، وخصوصاً أنّ انتخابات رابطة أساتذة التعليم المهني تجري، خلافاً لأي انتخابات في الروابط التعليمية الأخرى، وفقاً للمحافظات (6 أعضاء لبيروت وعضوان اثنان لكل من الشمال والبقاع وجبل لبنان والنبطية والجنوب).
ولدى تقسيم المقاعد، تبين أن المناصفة تتحقق في بيروت والشمال وجبل لبنان، ومتعذرة في البقاع والنبطية والجنوب. ففي النبطية ليس هناك أي مرشح مسيحي وفي الجنوب لا توافق القوى الحزبية «المسلمة» حتى الآن على إسناد المقعدين للمسيحيين. أما في البقاع، فالمرشح المسيحي الوحيد هو إيلي صليبا الذي ينتمي إلى الحزب الشيوعي. وتجرى حالياً الوساطات لضمه إلى اللائحة لسبب وحيد هو تفادي الخلل في التمثيل المسيحي.
انسحب ممثل الحزب الشيوعي إيلي صليبا من الانتخابات

إلا أن صليبا سحب أمس ترشحه رسمياً من الانتخابات على قاعدة أن «العمل النقابي لا يؤخذ بالمفرق، وما حصل في انتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي ليس تفصيلاً، فلا يمكن أن نقبل بضرب التاريخ النقابي للأشخاص في مكان، ونكون جزءاً من التسوية في مكان آخر، بحجة «انو عايزين مقعد مسيحي». المسألة لا تنحصر في الانتخابات، بل هي قضية برنامج وآلية عمل». ويذكر هنا يوم انسحب من الدورة السابقة لمصلحة التوافق، صباح الانتخابات، باعتبار أننا «لم نبحث يوماً عن منصب ونستطيع أن نتابع عملنا من خارج التوافق».
ومع ذلك، أوضح صليبا أنّه سيخضع في النهاية لرأي قطاع المعلمين في الحزب الذي يبدو أنّه اتخذ قراراً نهائياً بعدم الانضمام إلى اللائحة التوافقية. وبذلك يكون التنازل الوحيد الذي يمكن أن يحصل هو في الجنوب.
عرض «الائتلاف» شمل أيضاً استيعاب كل من المرشحين: سلام حرب (الحزب الشيوعي) ومروان بشارة (مستقل) في مكتب فرع بيروت، تفادياً للذهاب إلى صناديق الاقتراع، يوم الأحد المقبل. غير أن المرشحين أعلنا أنهما مستمران في خوض الانتخابات بلائحة ثانية.
إلى ذلك، يحيط المفاوضون مسألة الرئاسة بأجواء من السرية والكتمان، وهي محصورة بين حركة أمل وتيار المستقبل. وبينما يشاع أنّه سيتم تأجيل الحديث في الموضوع إلى ما بعد انتخابات الهيئة الإدارية، فإن المعلومات تشير إلى أنّها ستحسم، كما التركيبة التوافقية، سلفاً هذين اليومين.