بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف «آر بي جي»، ومع حضور عائلاتهم، ظهر فتية وشباب صغار في غزة، عديدهم بالآلاف، خلال تخريج عسكري كبير نظمته كتائب القسام، الذراع المسلحة لحركة «حماس»، يوم أمس. وبرغم أن «حماس» دأبت على تنظيم مخيمات صيفية للفتية في السنوات السابقة، فإنها المرة الأولى التي تعد فيها مخيمات للفتية والشباب ما بين 15و21 عاما من أجل تدريبهم على حمل السلاح، ما يعيد إلى الذاكرة الفلسطينية زمن السبعينيات ومراحل عمل الفدائيين ومنظمة التحرير.
وخصصت «القسام»، على مدار أسبوع، أكثر من 500 مدرب «محترف» لتدريب نحو 17 ألف ملتحق في 18 معسكرا تحت مسمى «طلائع التحرير»، كما قررت إقامة هذه المخيمات مرتين كل عام. وأمس شهد حفلين مركزيين لتخريج هذه الأعداد الكبيرة، الأول في غزة، والثاني في خانيونس (جنوب).
الحفل الاستعراضي في مدينة غزة كان فرصة لتأكيد مواقف أيديولوجية للحركة، تجمل أنها لا تزال على خيار المقاومة المسلحة، لكنه لم يخل من مواقف سياسية، يمكن القول إنها «مستجدة» قياسا بثلاث سنوات مضت. فقد استغل عضو المكتب السياسي في حماس، خليل الحية، جزءا من كلمته بين الخريجين ليشيد بالعملية التي نفذها حزب الله ضد القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا، قائلا إن الحزب «مرّغ أنف الاحتلال في التراب»، كما دعا الحية إلى «توحيد بنادق الأمة نحو الاحتلال، العدو المركزي لها».
وعن «طلائع التحرير»، أكد أنها «رسالة واضحة من القسام باستمرار المقاومة حتى التحرير الكامل»، علما بأن «حماس» منعت حرية التصوير في تلك المخيمات على غير العادة، وذلك لأسباب قالت إنها أمنية، وأخرى تتعلق بالصورة المغلوطة التي ينقلها الإعلام الإسرائيلي والغربي.
(الأخبار، أ ف ب)