على وقع التهديدات الغربية لموسكو، تعقد «مجموعة» الاتصال حول أوكرانيا التي تضم روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والانفصاليين الموالين للكرملين اليوم جولة محادثات سلام جديدة في مينسك للتفاوض بشأن هدنة في النزاع الذي تفاقم بشكل كبير في الأسبوع الأخير، في وقت حذرت فيه موسكو الولايات المتحدة وأوروبا من أن تداعيات مساندتهما «حزب الحرب» قد تؤدي إلى «كارثة».وأعلنت وزارة خارجية بيلاروسيا التي تستضيف اجتماع «مجموعة الاتصال» أن أعضاء الوفود في المجموعة أبلغوها بعقد اجتماع للمجموعة اليوم.

من جهته، أكد رئيس «برلمان جمهورية دونيتسك»، أندري بورغين، مشاركة الانفصاليين في الاجتماع وأن الجمهورية ستتمثل بموفدها دينيس بوشيلين وليس برئيسها ألكسندر زاخارتشنكو.
كذلك، أعلن رئيس «جمهورية لوغانسك»، إيغور بلوتنيتسكي أن جمهوريته ستتمثل بالموفد فلاديسلاف ديينيغو.
وأضافت لوتنيتكسي لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية العامة، إنه «إذا كانت هناك وثائق للتوقيع، فسأتوجه أنا شخصياً وألكسندر زاخارتشنكو».
وكان الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، قد دعا في وقت سابق، «مجموعة الاتصال» إلى التفاوض بصورة عاجلة مع الانفصاليين المؤيدين لروسيا على وقف جديد لإطلاق النار في شرق البلاد، حيث تدهور الوضع خلال الأيام الماضية.
وفي السياق، حث مبعوث روسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أندريه كيلين، الولايات المتحدة وأوروبا على الكف عن مساندة «حزب الحرب» في أوكرانيا، وحذر من أن الاستمرار قد يؤدي إلى «كارثة».
وقال المبعوث الروسي «أود أن أدعو الدول التي لها نفوذ على قيادة كييف وأهمها واشنطن لأقول إنه حان الوقت للكف عن الانخراط في مساندة حزب الحرب في أوكرانيا»، مضيفاً «لن يؤدي ذلك إلا إلى كارثة كبرى».
وكان المتحدث العسكري الأوكراني، أندري ليسينكو، قد أعلن أمس، مقتل 5 جنود أوكرانيين، وإصابة 29 آخرين، خلال اشتباكات مع الانفصاليين المؤيدين لروسيا في الأجزاء الشرقية من أوكرانيا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وقال الجيش إن «الانفصاليين شنوا أكثر من 100 هجوم على مواقع للجيش الأوكراني».
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير من أن أي عملية عسكرية جديدة قد يشنها الانفصاليون في أوكرانيا يمكن أن تتسبب في فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
وأضاف شتاينماير للصحافيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس، إنه «إذا تغيرت نوعية الصراع وتخطت العملية العسكرية التي أعلنها الانفصاليون حيز الإعلان، وشنوا هجوماً باتجاه ماريوبول أو مناطق أخرى سنضطر إلى الرد بعقوبات أكثر وضوحاً وحدة».
بدوره، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، هارلم ديزير أن الاتحاد الأوروبي سيضيف أسماء إلى لائحة الأشخاص المعاقبين بسبب تورطهم في النزاع الأوكراني.
وأضاف ديزير لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع طارئ للوزراء الأوروبيين، «سنشدد العقوبات التي تستهدف الانفصاليين والذين يدعمونهم، بمن فيهم روسيا».
ورداً على سؤال عن إمكانية زيادة العقوبات الاقتصادية التي أقرّت هذا الصيف ضد روسيا، رأى ديزير أنها «متخذة ومشددة»، قبل أن يكرر ضرورة «تشديد» العقوبات الفردية التي تقضي بتجميد أرصدة ومنع السفر في الاتحاد الأوروبي.
وشدد على «ضرورة العودة إلى حل سياسي» لأنه «الطريق الوحيد لإيجاد مخرج للأزمة. لا حل عسكرياً لهذه المواجهة، يجب أن يقتنع بذلك كل طرف».
إلى ذلك، اتفقت أوكرانيا وصندوق النقد الدولي على تمديد المحادثات بينهما حول خطة مساعدة جديدة لكييف والتي ستنتهي في الأيام القليلة المقبلة، حتى نهاية الأسبوع المقبل على الأقل.
وأكد مصدر مقرب من الملف لوكالة «فرانس برس»، أن «هذا النوع من المحادثات يتطلب وقتاً. لا شيء غير اعتيادي في ذلك».
وتتفاوض بعثة من صندوق النقد الدولي حالياً مع السلطات الأوكرانية حول خطة مساعدة جديدة تتضمن مدداً زمنية أطول وحجماً أكبر من خطة الـ17 مليار دولار التي أقرّت في نيسان الماضي.
(أ ف ب، رويترز)