اعتكاف للاعبين، حيرة فنية، وبحث عن مصادر تمويل جديدة. هذه هي الحال في نادي التضامن الزوق الذي لم يعرف الاستقرار منذ انطلاق الموسم الجديد لبطولة لبنان لكرة السلة. أما السبب فهو مالي تماماً، كما درجت عليه العادة في غالبية الأندية على الساحة السلوية. لكن تفاقم الأمور في النادي الكسرواني جعل اللاعبين يعتكفون عن التمارين منذ حوالى 10 أيام.قبل بداية الموسم، كان الاتفاق بين إدارة النادي والداعم الرئيسي له المهندس وسام بارودي على خوض البطولة بميزانية تتراوح بين 600 و700 ألف دولار، وقد التزم الأخير بتأمين نصفها من خلال الرعاة/ الداعمين الذين استقدمهم في الموسم الماضي. لكن الدفع لم يتمّ، فوقعت الإدارة في مشكلة تسديد المستحقات، وهي التي كان مترتباً عليها دفعات منذ الموسم الماضي أيضاً. وهنا لم يكن أمام الإدارة سوى اللجوء الى الخطة «ب» وهي البحث عن مصادر تمويل يمكنها أن تسدّ الفراغ الذي خلّفه عدم دفع الرعاة للمبالغ المطلوبة.
اتصالات التضامن أوصلته الى حلٍّ جزئي قبل المباراة أمام هوبس ضمن المرحلة الثانية إياباً، والتي أجريت في 20 الحالي، حيث حصلت الإدارة عبر شخصيات كسروانية على حدّ قول رئيس النادي رزق الله خليل على مبلغٍ وصل الى 100 ألف دولار، تبيّن أنه من أحد الرعاة وهو نعمة افرام رئيس مجموعة «إندفكو» الراعية للفريق.

ومن خلال هذا المبلغ، حصل اللاعبون على راتبٍ من اثنين مكسورين، إضافةً الى تسديد النادي نفقات مترتبة عليه من الموسم الماضي ومن شهر تشرين الثاني 2014. لكن مع دخولنا شهر شباط، سيكون النادي مديناً لكل لاعب براتب شهرين.
بشكلٍ مفاجئ يبدو الارتياح كبيراً على خليل، صاحب الضحكة الدائمة والجاهز للإجابة عن أي تساؤل بكل رحابة صدر. هذا الارتياح يظهر أن أسبابه هي تعهّد حصلت عليه الإدارة من هذه الشخصيات الكسروانية المقرّبة من التيار الوطني بتأمين مبلغ 400 ألف دولار لدعم الفريق.
لكن ألن يحرج هذا الأمر بارودي الذي يقف في خط سياسي مختلف تماماً، فهو في نهاية المطاف صهر الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان؟
ينفي خليل شعوره بأي انزعاج من قبل بارودي تجاه دخول العونيين على خط دعم التضامن، معتبراً أنه يصبّ في مصلحة النادي، ومشككاً بأن تجربة «العبسي - القوات» في الحكمة لن تتكرر في النادي الكسرواني «والدليل أن وسام بارودي وعد بتأمين حوالى 250 ألف دولار عبر الرعاة، لكن طلب منا الانتظار».
مصادر مقرّبة من التضامن لا تُسقط مسألة تأثير خروج الرئيس من الحُكم على طريقة مقاربة الداعمين لرعايتهم للنادي، إذ قد لا يكون هناك دافع بعد الآن بالنسبة الى البعض «لتبييض وجهه» مع نادٍ يدعمه صهر الرئيس. وهذه المسألة لا تشغل بال خليل الذي يفضّل أن يُسأل عنها بارودي، الذي حاولت «الأخبار» الاتصال به أمس.
ورغم الإيجابية الموجودة، حُكي عن نوعٍ من التهرّب عند أحد الرعاة للتخلّف عن دفع المستحق عليه وهو مبلغ بسيط يقارب الـ 50 ألف دولار، فكان وراء طلب الاستغناء عن المدرب المحلي مروان خليل، فذهبت الإدارة الى التعاقد مع الصربي فلادا فوكويسيتش. لكن مع تأكيد خليل أن حلّ مسألة المدرب «ابن العائلة» سيكون قريباً، أكد أن هناك بداية تجاوب من قبل الرعاة «حيث دفع أحدهم 37 ألف دولار الأسبوع الماضي، وآخر 10 آلاف هذا الأسبوع، بانتظار دفعة أخرى توازي 50 ألف دولار في الأيام القليلة المقبلة».
لكن الحلّ الأخير يتوقف عند اللاعبين المعتكفين، حيث يُنتظر ردّة فعلهم بشأن عودتهم الى التمارين مع عودة «المهاجرين» منهم الى لبنان، حيث سبق أن سافر الى الولايات المتحدة كلٌّ من فيليب تابت وجوي عكاوي وطارق عمّوري والأميركي ريشون تيري، ما جعل إجراء أي حصة تدريبية أمراً مستحيلاً.