حسين زهران، أحد أفراد خلية الناعمة، هو العقل المخطّط للشبكة الأمنية التي تُعدّ لتنفيذ تفجيرات في ضاحية بيروت الجنوبية والرأس المدبّر لتفجيري ضهر البيدر والطيونة (20 و24 حزيران 2014). هذا ما كشفه القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، أمس، مشيراً إلى أن هدف الهجومين كان في الضاحية الجنوبية.
وبحسب معطيات القرار، فإن سيارة من طراز «مورانو» فُخّخت ونقلت الى عرسال، حيث سُلّمت للمدعو أحمد حيدر (سوري) الذي قادها باتجاه بيروت، ثم عاد بها الى صوفر قبل أن يفجّرها على حاجز ضهر البيدر ما أدى إلى قتل رتيب في قوى الأمن الداخلي وجرح آخرين. وأظهرت حيثيات القرار أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لم يكن مستهدفاً بذلك التفجير. وبحسب إفادة الموقوفين، فإن حيدر (مواليد ١٩٩٢) كان يقود سيارة الـ «مورانو»، وركنها في صوفر أمام مقهى فارتاب به صاحبه، واتصل بمخفر صوفر الذي أرسل دورية قطعت الطريق على الجيب المشتبه فيه، لكن سائقه تمكّن من الالتفاف وسط الشارع وتوجّه في اتجاه المديرج. أبلغت الدورية مخفر المديرج أن السيارة متوجهة إلى نطاقه. وبوصولها إلى حاجز ضهر البيدر، فجّرها الانتحاري بعدما حاول رتيب في قوى الأمن إنزاله منها.
ناقل سجى
الدليمي آوى الانتحاريين ونقلهما الى بيروت


وبنتيجة تحليل الاتصالات، تبيّن وجود تطابق بين الحركة الجغرافية للجيب المستخدم في التفجير ورقم الخلوي الذي يستخدمه زهران، أحد قادة «كتائب عبدالله عزام». كما ثبت أن الرقم نفسه تواصل مع رقم لبناني تعود ملكيته لمحمود أبو عباس الذي أوقفته استخبارات الجيش أخيراً، واعترف بإيواء ونقل سجى الدليمي، طليقة أمير تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، وأقرّ بأنّه انتقل إلى سوريا برفقة المدعو أركان ج. حيث انضم إلى تنظيم «كتائب عبدالله عزام» وخضع لدورات دينية ورياضية مع صديقه خالد جلّول الملقب بـ «خالد فواز»، ثم تعرّف إلى الشيخ سراج الدين زريقات. وقال إن زريقات الذي كان على تواصل دائم معه عبر السكايب أقنعه بـ «المساعدة على تنفيذ عملية استشهادية»، وأرسل له شاباً سورياً اصطحبه على متن دراجة نارية إلى جُرد عرسال حيث اجتمع به في حضور محمود ياسين. وهناك اتفقا معه على إرسال سيارتين مفخختين، «مورانو» و»مرسيدس»، اليه لتخبئتهما قرب منزله حتى موعد التنفيذ. وأفاد بأن زريقات طلب منه الانتقال إلى الضاحية الجنوبية لاستطلاع مناطق يُسيطر عليها حزب الله وتحديداً «ملعب الراية ومجمع القائم ومجمّع سيد الشهداء»، وعرض عليه صوراً جوية لإرشاده إلى كيفية الوصول إليها على أن ينتقل بواسطة سيارة تاكسي إلى تقاطع كنيسة مار مخايل ثم يدخل سيراً على الأقدام. وأفاد أبو عباس أن زريقات سلمه جهازاً خلوياً بداخله ثلاثة أرقام محفّظة هي رقمه ورقما الانتحاريين، ورخصتي سير مزورتين باسم أبو عباس للسيارتين، وبطاقة هوية ورخصتي سير مزورتين للانتحاريين. وفي مرحلة لاحقة، اتفقا معه على كيفية ملاقاة الانتحاريين في ساحة شتورا. ومن هناك نقلهما إلى منزله في مجدل عنجر، علماً أنهما سوريان أحدهما ملقّب بـ «أبو حمام» والثاني بـ «أبو علي». وبحسب اتفاق أبو عباس مع زريقات كان الهدف، بعد استطلاعه الضاحية الجنوبية، مسجد القائم لكونه قريباً من الطريق العام ولا وجود لسور حوله. وقد اتُّفق على أن تكون العملية مزدوجة بأن يفجر الانتحاري الأول بسيارة المورانو، وبعد تجمّع الناس يفجر الانتحاري الثاني سيارة المرسيدس. غير أن التطورات التي غيّرت المسار تمثّلت بالاشتباه بسائق المورانو وملاحقته ما دفعه إلى تفجير السيارة على حاجز ضهر البيدر. وبعد اتصال أبو عباس بزريقات طلب منه إخفاء الانتحاري الثاني والسيارة المرسيدس في منزله. وقد اعترف الأخير بأنّه مع رضوان خرّوب رافقا الانتحاري الثاني بسيارة المرسيدس إلى بيروت حيث فجّرها قرب مقهى أبو عساف في الطيونة. وقد اتهم القاضي أبو غيدا كلا من الموقوف محمود ابو عباس والفارين من العدالة: حسين زهران، احمد حميد وسراج الدين زريقات، بجناية المواد 335 و546 عقوبات، والمادتين 5 و6 من قانون 11/1/1958، أي الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح والقيام بأعمال إرهابية وإدخال سيارات مفخخة الى لبنان.