تونس | أعلنت لمياء إبراهيم الأمينة العامة للمخرجين في "مؤسسة التلفزة التونسية" أن حوالى ثلاثين عاملاً في سلك الإخراج (مخرج، مساعد مخرج وسكريبت) دخلوا صباح أمس في إضراب عن الطعام. ولفتت إبراهيم إلى أن تلك الخطوة جاءت بعد فشل اجتماع النقابة مع مصطفى بن لطيف المدير العام للمؤسسة من أجل تفعيل ما تمّ الاتفاق عليه سابقاً، في ما يتعلّق بتمكين المخرجين من إنجاز مشاريعهم التي يفترض أن تبث في شهر رمضان المقبل.
كذلك منح المخرجين الأولوية في المشاريع المموّلة من المؤسسة والتي ينفذها منتجون من خارجها. حالة الاحتقان التي تعيشها "مؤسسة التلفزة" سببها الأساسي مماطلة الإدارة العامة وخصوصاً إدارة وحدة الإنتاج في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. إذ لم تمنح الإدارة المخرجين إمكانيات العمل لإعداد المشاريع التي تمت الموافقة عليها وهي: السلسلة الكوميدية "فاميليا" للمخرج نجيب مناصرية، وسلسلة أخرى يخرجها نبيل بالسيدة، ومسلسل "صلاة الغائب" لهشام العكرمي.
بعد مرور نصف شهر على ما تعهّدت به الإدارة العامة للتلفزة التونسية لم يتمّ الالتزام بأيّ بند من بنود الاتفاق. وفي هذا الإطار، قالت لمياء ابراهيم لـ"الأخبار" إن "النقابة مضطرّة إلى مواصلة تحرّكها الاحتجاجي إلى حين تفعيل كل ما تمّ الاتفاق عليه". وفي السياق نفسه، قال المخرج نجيب مناصرية لـ"الأخبار" "إن المخرجين يطالبون بحقّهم في العمل فقط، ولا يعترضون على تعامل التلفزة مع منتجين من خارج المؤسسة، على أن تكون الأولوية للتقنيين التابعين للمؤسسة ما دامت المسلسلات التي ينفّذها منتجون مموّلة من المال العام ومن ميزانية التلفزة".
منذ سنوات يخوض المخرجون في التلفزة، وخصوصاً الشباب، معركة من أجل تمكينهم من إنجاز مسلسلات درامية وكوميدية. ويسعى الشباب إلى إنهاء احتكار المنتجين الذين تستنجد بهم التلفزة لإنجاز أعمالها أو المخرجين المتقاعدين الذين يحتكرون منذ فترة طويلة أعمال رمضان. ذلك الأمر حَرم عشرات الشباب من العمل ومعظمهم من متخرجي الجامعات التونسية والأوروبية، ومن بينهم من له أكثر من عشرين عاماً في المؤسسة من دون أن يتمكّن من إنجاز أيّ عمل تلفزيوني. وكان معظم المخرجين يعتقدون بأن هذه الوضعية المؤلمة ستتغيّر بعد ما عُرف بـ"الثورة" قبل أربع سنوات. لكن لا شيء تغيّر، ويتواصل مسلسل حرمان المخرجين من العمل في مؤسستهم.
ويلقى الإضراب عن الطعام مساندة من العاملين في القطاع السينمائي والتلفزيوني من خارج "مؤسسة التلفزة" الرسمية، وخصوصاً من المخرجين والتقنيين الشباب.