مع اللحظات الأولى لانبلاج فجر جديد، يفتتح المخرج وسام سميرة شريط أغنية «حبيب ضحكاتي» (كلمات أحمد ماضي، وألحان زياد برجي) حاملة عنوان ألبوم راغب علامة الأخير. تدور الكاميرا بسرعة لتلقيم التقطيع المدروس بين ثلاثة مشاهد. نجم العمل يستيقظ لمباشرة يوم جديد، حيث يؤدي علامة مشهده التمثيلي بموقع تصوير داخلي (غرفة في فندق) بتلقائية وعفوية كما مشهد خروجه من الفندق وركوبه الدراجة النارية بلوك سبور.
يكسر المخرج نمطية الصورة بمشاهد استباقية لصالح الليبسينغ، إذ نرى صاحب أغنية «الحب الكبير» بكامل أناقته (لوك كلاسيكي ببدلة سوداء وقميص أبيض) يستنشق هواء باريس، الخلفية المثالية لأغنية عاطفية. سرعان ما يبرز الهدف الرئيسي من اختيار مدينة الأنوار موقعاً لتصوير الأغنية. هنا، يلمع اسم «الأولمبيا». لقد أراد الـ«سوبر ستار» توثيق وقوفه على هذا المسرح الباريسي العريق في الكليب. يرى الجمهور بعض المشاهد الحقيقية من كواليس الحفلة الاستثنائية التي امتزجت بخفة مع ستوري بورد الكليب. بروفا على المسرح بأكسسوارات كلاسيكية، واستخدام ممتاز للشخصيات الحقيقية كممثلين (الفرقة الموسيقية، مهندس الصوت ...)، وطبعاً الإضاءة المثالية.
عودة سريعة إلى سياق القصة؛ راغب في المقهى يكتب أغنية ويبدي إعجابه بالنادلة الحسناء التي ينقذها من موقف تعنيف، لتقع لاحقاً في غرامه. هو الرومانسي الوسيم، والجنتلمان الأنيق جداً والشيك. ترافقه إلى الليلة الموعودة، حيث سيقدّم حفلته المنتظرة. تتقاطع المشاهد برشاقة بين كواليس الحفلة الحقيقية وأخرى تمثيلية. بينما يستعد راغب علامة لاعتلاء المسرح، يستقطع المخرج خلال الحفلة لقطات ترفع منسوب الرومانسية لصالح كلمات الأغنية، ويقطف المشهد الختامي بخروج صاحب العمل ومحبوبته من باب المسرح إلى جولة ليلية في أرجاء باريس على الدراجة النارية. تختلط لقطات الـ«بيوتي شوت» لبطلة القصة، و«كلوز» لراغب مع فلاش باك من القصة، إضافة إلى مشهدية برج «إيفل»، وضفاف نهر السين، مع تجاوب جمهور الحفلة (حقيقي).
«حبيب ضحكاتي» كليب نظيف تقنياً، غني من الناحية المشهدية بميزانية إنتاج ذكية، ارتقى هدفها من مجرد الترويج لأغنية إلى تسجيل حدث تاريخي في رصيد الـ«سوبر ستار» الذي أمر الزمن بالتوقّف لتستمر نجوميته.