بغداد | جريمة بربريّة جديدة يُقدم عليها مسوخ "داعش"، بتدمير متحف الموصل. كلّ ضربة على الآثار والتماثيل فيه، زلزلت رؤوس العراقيّين جميعاً بمطارق من كراهية تريد أن تستكمل بورتريه البشاعة الذي يلفّ حياتنا الآن.آثار عدة محطّمة، من بينها تمثال للثور الآشوري المجنّح يظهرها الفيديو الجديد الذي نشره "داعش. متحف الموصل الذي تهدّم فيه ما تهدّم بحسب الفيديو، تأسّس عام 1951 وتتلخّص محتوياته بآثار عصور ما قبل التاريخ لمنطقة الموصل وآثار العصور الآشوريّة وآثار مدينة الحضر والحضارة الإسلاميّة. وفي العام 1972، جرى إنشاء المبنى الجديد لمتحف الموصل الموجود حالياً، ويعرف عن المتحف بوصفه ثاني أقدم وأكبر متحف في العراق بعد المتحف العراقيّ في بغداد.

كما قام التنظيم بهدم أجزاء كبيرة من بوابة نركال التاريخيّة في الموصل، وآثار وصروح في ناحية النمرود جنوب المدينة.
يأتي ذلك بعد فترة على حرق "داعش" آلاف الكتب والمخطوطات، ونسف المبنى المركزيّ لمكتبة الموصل في منطقة الفيصيلة وسط المدينة، وحرق محتواها بالكامل من كتب ووثائق ومخطوطات ومؤلفات نادرة.
اليوم، سيصحو الحلاج من رقدته الأبديّة، صارخاً بوجه السماء، مثلما نصرخ نحن في وجه العالم شرقاً وغرباً: "ليس من فعل زمــان- لا ولا فعل الزنــات/ فاجمعوا الأجزاء جمعاً- من جسـورٍ نيــرات/ من هـواء ثمّ نــار- ثمّ من ماء فـــرات..".
وسيجمع أبو تمام أشلاء تمثاله في الموصل، الذي دمّر قبل أشهر، وهو يبكي حال المدينة وإعدام تاريخها علانية.
وسينهض الآشوري سركون بولص من قبره البعيد، وهو يرسم "بورتريه للشخص العراقيّ في آخر الزمن": أرى صورته التي فقدت إطارها/ في انفجارات التاريخ المستعادة:/ عدوّ يدمّر أور. خرابُ نيبور. يدمّر نينوى./ خراب بابل. يدمّر بغداد./ خراب أوروك..".