نشر موقع «اللبنانيون في اسرائيل»، على شبكة الإنترنت، رد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على نداء وجهه عملاء جيش لحد الفارون إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. بحسب الموقع الناطق «رسمياً» باسم «الجالية اللبنانية في اسرائيل»، فإن ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» لبى طلب جمعية «قدامى جيش لبنان الجنوبي» للقاء مع عدد من منهم في الثامن عشر من الشهر الفائت على هامش مؤتمر صحافي عقدته الجمعية لاستعراض مطالب العملاء. ونقل الموقع توجيه ليبرمان «معايدة خاصة إلى عناصر جيش لبنان الجنوبي لمناسبة عيد مار مارون وتلقفه نداءهم الذي تضمن المطالب والحقوق».
ووصف بيان الموقع «مفاجأة الجميع بإشارة الضيف إلى حقوق جيش لبنان الجنوبي وتقصير الدولة في حقهم مؤكداً ضرورة حل مشاكلهم ومتعهداً بإقامة جسم لإتمام هذا الملف». ولفت إلى أن ليبرمان خصص ربع كلمته للتحدث عن هذه الفئة «الجديرة بالوفاء وردّ الجميل» .
تعليقاً على موقف ليبرمان، ربط محرر الموقع مبادرة الأخير بـ «زمن الانتخابات في اسرائيل واقتراب موعد الاستحقاق»، وكأن عملاء لحد «بيضة قبان» الانتخابات وقوة وازنة تؤثر في التحالفات! وكانت الجمعية قد استغلت المرحلة «للتواصل مع مختلف الأحزاب الإسرائيلية في محاولة لانتزاع حل لبعض المشاكل التي تواجه العائلات اللبنانية البالغ عددها 480». وفي بيان لها، قالت إنه «في إطار السعي الدؤوب من قبلها لإحقاق الحق واسترجاعه بعد إهمال دام أكثر من 14 عاماً، قامت بمراسلة جميع الاحزاب والشخصيات السياسية طارحة قضية دور السكن مجدداً، وطالبة ايضاحات حول رؤية كل حزب لحل يضع حداً لهذه المشكلة المستعصية وإدراجه في بنود البرامج الانتخابية أو كالتزام خطي من قبل السياسيين». حزب «إسرائيل بيتنا»، استجاب للنداء، ثم كان اللقاء مع ليبرمان.
وكان النداء الذي تلقاه ليبرمان بارك «لحزب إسرائيل بيتنا الذي يثبت أنه وضع هدفاً له دمج أبناء كل الطوائف الموالية لإسرائيل في صفوفه، بوصفه رمزاً للتعايش الحقيقي. وباسم أكثر من 3000 مواطن إسرائيلي لبناني يسكنون في البلاد، نطلب الإعراب عن شكرنا لكل من يبدي استعداده لإثارة مشاكل الجالية المسيحية في دولة إسرائيل على جدول الأعمال، خصوصاً مشكلة السكن التي تخص جزءاً كبيراً من أبناء عوائل جيش لبنان الجنوبي التي لم تحل برغم مرور 15 عاماً على الانسحاب الإسرائيلي من لبنان». وتابع النداء: «خلافاً لبقية الجاليات في البلاد، فإن أفراد جيش لبنان الجنوبي لا يحتاجون أن يثبتوا ولاءهم للدولة، وهم يثبتون ولاءهم لحلف الدم مع إسرائيل من خلال القتلى والجرحى الكثر. لا يوجد مواطنون أكثر ولاء منا لإسرائيل. فعلى الدولة أن تثبت ولاءها لنا ولحلف الدم الذي أبرمناه معها وأن تحلّ مشكلة السكن بشكل نهائي لكي تكرس ولاءها لنا والتزامها بالموالين المخلصين لها».
وكانت وسائل إعلام اسرائيلية خصصت في الفترة الأخيرة تقارير عدة حول الأوضاع المزرية التي يشكو منها عملاء لحد. وفاة أحد أبرز العملاء جميل أبو شلهوب قبل أيام، ونقله جثته وحيداً إلى مسقط رأسه في القليعة عبر معبر رأس الناقورة، أثارت التمييز الذي يعانيه هؤلاء حتى في الموت. إذ يطالبون بدفن العملاء في الأراضي المحتلة. إلا أن سلطات العدو لا تمنح الموافقة في غالب الأحيان وترفض «تدنيس مقابر اليهود بدفن موتى الأغيار».