انعقدت جلسة الحوار الثامنة بين حزب الله وتيار المستقبل مساء أمس، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وأعلن الجانبان في بيان عقب انتهاء الجلسة التي كانت قصيرة نسبياً، إذ لم تتجاوز ثلاث ساعات، أن «المتحاورين استكملوا النقاش، وأن هناك تقدماً جدياً في الملفات الأمنية والسياسية». وقالت مصادر الطرفين إن «الجلسة كانت إيجابية في ما يتعلّق بالموضوع الأمني، لكنها لم تحرز أي تقدّم في الموضوع الرئاسي».
وأوضحت أنه بسبب عدم تحديد جدول أعمال مسبق «استكمل المتحاورون النقاش في الخطة الأمنية في البقاع والشمال وبيروت، وتمّ التأكيد على ضرورة تعزيزها». وأكّدت مصادر في 8 آذار أن الوزير نهاد المشنوق «كان إيجابياً جداً في الحديث عنها ولم يشر إلى أي تقصير من أي طرف»، مشيرة إلى أن «المناخ الجيد ساعده في فتح موضوع الضاحية الجنوبية، علماً بأنه لم يتحدّث عن تطبيق للخطّة الأمنية فيها، لكنه قدّم مقاربة من باب تعزيز الأمن في هذه المنطقة».
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي، لفتت مصادر تيار المستقبل إلى أن «ممثلي التيار قاربوا هذا البند انطلاقاً من وجهة نظر المستقبل التي تقول بأن انتخاب رئيس للجمهورية هو بمثابة مقدّمة وأساس لمناقشة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، لأن نقاشها يتطلّب وجود رئيس». وقد أكد وفد الحزب أنهم «مع الإسراع في انتخاب رئيس، وهذا موقف مبدئي كنا قد ذكرناه سابقاً، وموقفنا معروف ومرشّحنا معروف أيضاً». وعلمت «الأخبار» أن الطرفين ناقشا «مواصفات الرئيس العتيد من دون الدخول في الأسماء».
وقد حضر الجلسة، إلى الوزير علي حسن خليل، المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير المشنوق والنائب سمير الجسر.

قيادة شرطة بيروت

وفيما بات التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي بحكم الأمر الواقع، يتردّد في الأوساط الامنية أن معركة بدأت تستعر على منصب قائد شرطة بيروت، خلفاً للعميد عبد الرزاق القوتلي الذي يتولّى هذا المنصب بالوكالة، والذي يُحال على التقاعد في آب المقبل.

قوى 14 آذار في الذكرى
العاشرة: مؤتمر بلا خطابات

ويحرص قادة المديرية عادة على اختيار ضابط بيروتي لهذا المنصب، لكن في هذه المرحلة، «لم يتم العثور على ضابط بيروتي برتبة عميد أو عقيد على أبواب الترقية لرتبة عميد، ليتولى قيادة الشرطة»، بحسب مصادر أمنية. وبناءً على ذلك، يجري التداول بسيناريوين لخلافة القوتلي. الأول تعيين قائد منطقة الجنوب الإقليمية العميد سمير شحادة (من إقليم الخروب) قائداً للشرطة، باعتبار أن هذا التعيين يمكن أن يشكل «جائزة ترضية لشحادة الطامح إلى خلافة اللواء بصبوص في منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي»، على حد قول مسؤولين أمنيين. والثاني، يتضمن تعيين قائد سرية السير في بيروت العميد محمد الأيوبي (من الشمال) قائداً للشرطة، على أن يُعيّن قائد مفرزة السير الأولى في بيروت المقدّم عماد الجمل خلفاً للأيوبي، والنقيب بسام منصور (فصيلة البسطا) بدلاً من المقدم الجمل، والنقيب خالد الوزان (فصيلة قبرشمون) بدلاً من النقيب منصور».

لا خطابات في 14 آذار

إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن فريق الرابع عشر من آذار الذي كان يحضّر لإقامة مهرجان سياسي وشعبي كبير في الذكرى العاشرة لتأسيسه، ببرنامج مميّز يختلف عن السنوات الماضية، يتجه إلى اختصار الذكرى هذا العام «بعقد مؤتمر شبيه بمؤتمر البريستول الذي أُعلن فيه عن هيكلية لقوى 14 آذار تؤمّن فاعلية أكبر للتنسيق بين أحزابها وحركاتها ومكوّناتها».

معركة على خلافة قائد
شرطة بيروت: شحادة أم الأيوبي؟

هذا التوجّه نوقش أمس، خلال خلوة سرّية عقدتها مكونات 14 آذار في البيال، استمرت نحو خمس ساعات، وحضرها نحو 150 شخصاً تقدمهم رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعضو المكتب السياسي لحزب الكتائب ساسين ساسين والقيادي في الحزب سيرج داغر ممثلين للرئيس أمين الجميّل، كذلك حضرها إعلاميون في فلك هذا الفريق. وكشفت مصادر فريق الرابع عشر من آذار لـ«الأخبار» عن «توجه القوى لعدم إقامة مهرجان خطابي في الذكرى». وأشارت إلى أن «الخلوة تضمّنت نقاشاً موسعاً لمختلف القضايا، واسترجع خلالها المشاركون المحطات السياسية»، مؤكدين «ضرورة توحيد القراءة السياسية وتأكيد المنطلقات ذاتها والاستمرار في التوّجه نفسه». كذلك حصل نقاش حول الرؤية المستقبلية لهذا الفريق، بعد أن كشفت الأشهر الأخيرة أن كل مكوّن فيه بدأ يسير في سياسة مستقلّة عن حلفائه.