جنيف ـ الأخبارلاحظ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل امام مجلس حقوق الانسان في جنيف، في دورته العادية الـ28، ان لبنان «يواجه تحدياً وجودياً هو حركة النزوح السورية الكثيفة الى اراضيه»، وانه «ليس في وسعه ان يخسر استقراره واقتصاده واجتماعه كضريبة التزامه الانساني».

وقال إن لبنان «يواجه تحديات سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية غير مسبوقة، في طليعتها وحش الإرهاب، ويجد نفسه اليوم في قلب الحرب العالمية ضد الإرهاب، وقد اختار أن يكون رأس حربةٍ فيها، ويقدّم خيرة شباب قواته المسلحة على مذبح الشهادة، حماية للعالم بأسره من هذه الإيبولا التكفيرية التي تخترق حدود الدول، وتهدّد قيم الإنسانية». وأضاف: «يواجه لبنان تحدّياً وجودياً آخر، يتمثل في حركة النزوح السورية الكثيفة إلى أراضيه، حيث نستضيف على أرضنا الصغيرة المساحة حوالي 40٪ من سكان لبنان تلبية لواجب إنساني لم نتنكّر له يوماً، بالرغم من عدم توقيع لبنان اتفاقية جنيف للاجئين لعام 1951. وقد قامت الحكومة اللبنانية باسترداد زمام المبادرة، والمسارعة إلى إعادة تنظيم مسألة النزوح، لمواجهة هذا التحدّي. إلا أن النجاح في هذا المضمار سيبقى رهنا باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته السياسية والإنسانية والأخلاقية. وبالتوازي، تستمرّ إسرائيل في احتلالها لأراضٍ لبنانية عزيزة، وانتهاكاتها اليومية للبنان والسيادة اللبنانية، أرضاً وجوّاً وبحراً، من دون وازع، ضاربة بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة». ورأى باسيل أنه «من خلال ظهور الجماعات الإرهابية المتوحشة، كداعش والنصرة، نشهد تطهيراً إثنياً، وتنظيفاً ثقافياً، وتصفيةً للانسانية تؤسس لانهيار غير مسبوق في القيم الإنسانية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أيدي جماعات إرهابية لا دين لها ولا إيمان ولا مبادئ».
وختم: «تبقى قضية فلسطين، القضية الإنسانية الأساس. إنها قضية شعب سُلبت منه حقوقه الأساسية، فتحولت إلى عنوان القضايا الإنسانية المنتهكة، وإلى تحدٍ دائمٍ أمام تحقيق هذه العدالة الإنسانية. وهنا نشدد على تمسك لبنان بحق العودة لشعب فلسطين إلى أرضه، فتكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وكان باسيل قد اجتمع بنظيره الدانمركي مارتن ليتيغارد والامين العام للبعثة الدولية للصليب الاحمر الدولي بيتر مورر والمدير العام في الوكالة لمكتب الامم المتحدة في جنيف مايكل مولر.