القاهرة | «النقابة في غرفة الإنعاش تنتظر من يعيد إليها الحياة. لهذا قررتُ خوض هذه المنافسة». هذه الجملة قالها يحيى قلاش المرشح الأقوى لمنصب نقيب نقابة الصحافيين في مواجهة النقيب الحالي ضياء رشوان في انتخابات التجديد النصفي للمجلس. المنافسة بين يحيى وضياء على المقعد تعدّ واحدة من مفارقات تاريخ النقابة. يحيى وقلاش كانا في تيار واحد، وكانا يتفقان على مسألة الترشح في مواجهة مرشح الدولة سواء قبل «ثورة 25 يناير» أو بعدها.
لكن هذه المرة، اختلف الأمر، ربما لأنّ المعركة تجاوزت مسألة الصداقة إلى ما هو أبعد، فجموع الصحافيين لديهم إحساس حقيقي بالخطر. إذ تعاني نقابة الصحافيين أزمات كثيرة، برزت في أدائها الضعيف في التعامل مع الملفات المهمة الخاصة بالجماعة الصحافية، بدءاً من الأزمات التي تتعلق بأوضاع العمل، والأجور، والتثبيت، وصولاً إلى الأزمات التي تتعلق بالتشريعات المنظمة للعمل، سواء تلك التي تنظم العلاقة بين الصحافيين وملاك الصحف من جهة، أو بين الصحافيين والدولة من جهة أخرى، خصوصاً في ظلّ وضع جعل من الصحافيين هدفاً واضحاً، سواء بالقتل أو الاعتقال أو المنع من ممارسة العمل. ويرى قطاع عريض من الصحافيين أن النقابة تخلت عن دورها الأهم في حماية الصحافيين لمصلحة محاباة مصالح ملاك الصحف. هذه الحال جعلت قطاعاً واسعاً من شباب المهنة يشعر بالخطر شخصياً، فبرزت دعوات لدعم وجوه جديدة تعيد النقابة إلى مسارها الطبيعي في الدفاع عن الصحافيين. وقرر عدد من الصحافيين خوض المعركة، فدشّن بعضهم هاشتاغ «هيحسمها الشباب»، وهناك آمال كبيرة على أن يخوض هؤلاء الشباب معركة جادة في هذا الاستحقاق.
اللافت أنّ معظم هؤلاء الذي يقفون ضد رشوان، كانوا أعضاءً فاعلين في حملة ترشحه في المرات السابقة. ودارت الأيام، فإذا بضياء نفسه اليوم مرشح للدولة، بالأسلوب نفسه الذي كانت الأخيرة تدعم به مرشحيها السابقين كالموافقة قبل أيام من فتح باب الترشح على زيادة بدل التكنولوجيا الذي تخصصه الدولة للصحافيين شهرياً (18 دولاراً) ليصل إجمالي ما يحصل عليه الصحافي إلى 175 دولاراً شهرياً. المعركة قوية هذه المرة، والتحدي هو اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية اليوم الجمعة، فالقانون يشترط التسجيل في دفاتر النقابة من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، وإلا فالانتخابات تؤجَّل 15 يوماً. أما إذا اكتمل النصاب (50% + 1)، فتبدأ فوراً إجراءات الانتخابات وتعلن النتيجة مساء اليوم نفسه.