يعمل مجلس الإنماء والإعمار على إعداد دراسات لإطلاق مشروع لتطوير النقل الحضري في منطقة بيروت الكبرى تقدَّر قيمته بنحو 200 مليون دولار، ويرتكز على إنشاء خطوط للباصات بين بيروت وطبرجا؛ ويناقش المجلس حالياً مسألتَي وضع الخطط العملانية للمشروع وتمويله مع البنك الدولي، بحسب التقرير الأسبوعي العاشر لبنك عودة (2-8 آذار).
يتمحور المكون الأول من المشروع حول إنشاء خط مخصص للباصات حصراً بين بيروت وطبرجا، بطول يبلغ حوالي 24 كلم، يمر بأجزاء من أوتوستراد طبرجا-بيروت القائم حالياً. تشمل هذه المرحلة من المشروع إنشاء وتدعيم طرقات مخصصة لسير الباصات حصراً، بالإضافة إلى إنشاء محطات ومواقف للباصات. ويُتوقع أن يموَل المكون الأول من المشروع بقرض من «البنك الدولي للإنشاء والتعمير» IBRD قيمته 150 مليون دولار، ستُستعمل لتمويل أشغال البنى التحتية كافة ولشراء البضائع اللازمة، بالإضافة إلى تمويل خدمات الاستشاريين، ودائماً بحسب التقرير.
أما المكون الثاني من المشروع، فهو مخصص لدعم خطة الحكومة لتحسين خدمات النقل المشترك العادية بالباصات، داخل بيروت، بحسب التقرير، يقدر قيمة هذا المكون بـ40 مليون دولار، يُفترض أن تُنفق لتمويل «إنشاء ممرات للباصات داخل بيروت»، وشراء باصات جديدة كذلك. وبحسب رئيس لجنة الأشغال العامة النيابية محمد قباني، ترمي الخطة الحكومية المشار إليها (خطة وزارة الأشغال العامة والنقل) لشراء 250 حافلة جديدة لتعمل على 20 خطا داخل بيروت، مع ربط هذه الخطوط بمراكز المحافظات الأخرى، فضلاً عن إنشاء 911 محطة وقوف للباصات، 310 منها داخل بيروت. كما سيخصص 200 باص للعمل داخل مدينة بيروت، و50 باصاً للعمل بين المحافظات، بحسب قباني الذي يشير إلى أن الحاجة الكاملة من الباصات هي 790 باصاً (يشير مصدر مسؤول في مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك إلى تأمين كامل الحاجة من الباصات عبر إشراك باصات النقل الخاص، شرط التزامها التعرفة التي تحددها الدولة، فضلاً عن خطوط السير ومواقيته ومواصفات ومعايير المخطط كافة).
يلحظ المشروع الذي يعمل على إعداده مجلس الإنماء والإعمار كذلك «بناء قدرات وزارة الأشغال العامة والنقل، وسائر الإدارات المعنية كمصلحة سكك الحديد والنقل المشترك»، بحسب تقرير بنك عوده الذي يشير إلى تخصيص المشروع تمويل بقيمة 8 ملايين دولار «لتقوية المؤسسات» المعنية، بما يشمل تمويل دراسات إضافية لتوسيع النقل العام في نطاق بيروت الكبرى؛ فضلاً عن تخصيص تمويل بقيمة مليونَي دولار «للمساعدة التقنية وبرامج التواصل والأشكال الأخرى من الدعم العملياتي لإدارة المشروع».
يشرح مصدر مسؤول في مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك أن المشروع المذكور هو بمثابة الشرط المسبق لمشروع إحياء سكك الحديد، بدءاً بخط بيروت-طبرجا. شبكة خطوط الباصات ومحطاتها ضرورية لتأمين وصول الركاب، وفي مرحلة لاحقة البضائع، من المدن ومحيطها إلى محطات القطار، يقول المصدر، موضحاً أن ثمة خطة مدمجة للنقل يعدها البنك الأوروبي للاستثمار، تشمل إحياء سكك الحديد وتكاملها مع الخطة الحكومية لتفعيل باصات النقل المشترك، متحفظاً عن إعلان تفاصيلها في الوقت الراهن.
(الأخبار)