كان ممكناً أن تمر حلقة برنامج «بيت القصيد» التي بثت ليلة الأمس على قناة «الميادين» من دون أن تحدث ضجة غير اعتيادية لو لم يكن ضيف الإعلامي زاهي وهبي النجم السوري أيمن رضا (الصورة). لكن طالما حلّ نجم «بقعة ضوء» ضيفاً على الاستديو، فقد صار كل شيئ ممكناً ولا نتائج محسوبة مع الشكل الحقيقي الذي يحرص النجم السوري على الظهور فيه منذ فترة. وبالفعل، لم تنته الحلقة إلا بعدما وصلت تبعاتها إلى السوشيل ميديا.
البداية كانت مع هجومه على المنتجين ثم استحضر ورطاته وإخفاقاته الفنية السابقة في بعض الأعمال وشرح أسباب تلك الهفوات. ورغم أنه التقط العود ودندن اسكتشات ألّفها ولحنها بنفسه من وحي الأزمة، إلا أن ذلك لم يخفف من شراسة التصريحات وجرأتها. وصل الأمر إلى ذروته عندما سأله المقدم: وصفتَ الأعمال الشامية بأنها تكرس التخلف رغم أن بعضها جيد. هنا رد أنّ «الحصرم الشامي» هو الوحيد الذي يوثق لتاريخ دمشق عن طريق «يوميات البديري الحلاق». ولا يمكن لأحد أن يكذب عليه لأنه خلق وعاش ولا يزال يعيش داخل السور الدمشقي القديم. والمشكلة تكمن في ضعف ثقافة القائمين عليها خصوصاً المخرجين، ودمشق ليست مسرحاً لضرب السكاكين إنما هي عاصمة عريقة يحكى عن ثقافتها أولاً والمرأة الدمشقية أبعد ما تكون عما طرحت فيه في تلك الأعمال. بعد ذلك خلع، عباءة التشذيب وقال «بدك رأيي الأعمال الشامية هي «داعش» بحد ذاتها لأنها تعيدنا 1800 عام للوراء». يسأله وهبي: لكن لماذا شاركت في أحد أجزاء «باب الحارة»؟ يرد «فقط لأنه عرض على mbc وكنت بحاجة للإنتشار العربي». لاحقاً، اعتبر أنّ الأعمال العربية ضرورية ومهمة، لكن يجب أن تبتعد عن الصفة السياحية والوهمية والتفصيلية بناء على قوالب المنتجين والمعلنين مسبقة الصنع. ربما سيدفع أيمن رضا ثمن حقيقته اللاذعة بحرب من قبل بعض من طالتهم تصريحاته، لكن المؤكد بأن إطلالاته التلفزيونية باتت تكرس حضوره أكثر في قلوب جمهوره وتزيد محبيه الذين سارعوا إلى مناصرته والاحتفاء به جهاراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.