"مش هيك بتتكافأ جنتا ويحفوفا، بعد هالسنين الطويلة من تقديم الأبطال والشهداء، بإنشاء معمل موت، رح يقتل أولادنا ويهجّرنا من بيوتنا وأرضنا اللي عم نسترزق منها". هكذا، بحرقة وكثير من الاستياء العارم تصرخ فاطمة أيوب إحدى سيدات بلدة جنتا، في منتصف الطريق الدولية، في محاولة منها للتعبير عن سخطها ورفضها إنشاء معمل الترابة والإترنيت والنايلون على عقارات في بلدة جنتا. تشاركها سيدة أخرى حضرت من بلدة يحفوفا المجاورة لبلدة جنتا، وتطالب "سيد المقاومة والرئيس بري بالتدخل السريع لوقف معمل الموت وحماية ابنائنا"، كما تقول.
أهالي بلدات شرق زحلة وبعلبك من جنتا ويحفوفا وماسا، وعلي النهري والناصرية ورعيت ورياق، وحارة الفيكاني وحوش حالا ودير الغزال وقوسايا، وبمشاركة رؤوساء بلديات وفاعليات اختيارية وتربوية من تلك القرى والبلدات، قطعوا يوم أمس طريق رياق ـ بعلبك الدولية عند تقاطع تعاضد الجيش، رفضاً لمشروع إنشاء معمل الترابة لصالح شركة "MIT" على عقارات تابعة للشركة في منطقة جنتا العقارية، لما في ذلك من "ضرر يلحق ببيئتهم وصحة أبنائهم معاً".
الأهالي عبّروا في اللافتات عن "اعتراضهم على موافقة بلدية جنتا على منح ترخيص لشركة MIT"" بعد أن كان قد صدر قرار عن البلدية نفسها قبل يومين بالرفض، فما الذي تغيّر حتى منحت الشركة الترخيص؟ يسأل فوزات دلول أحد المشاركين في الاعتصام. ويضيف: "نطالب وزارة الداخلية بفتح تحقيق مع بلدية جنتا لمعرفة طريقة وأسباب منح الترخيص لإنشاء المعمل".
مختار بلدة جنتا عباس أيوب أكد أن المعتصمين من أبناء قرى شرق بعلبك وزحلة "ليسوا من هواة قطع الطرقات أمام الناس والمارة، وليس لديهم أي عداوة أو ثأر مع أي شخص، وأن سبب نزولهم إلى الشارع ليس سوى وقفة استنكار واحتجاج للفت نظر قادتنا والمسؤولين للوقوف إلى جانبنا في إيقاف مشروع الموت القادم إلينا ودفنه في مهده قبل أن يبصر النور ويفتك بالبشر والحجر نتيجة السموم التي سيبثّها في منطقتنا". رئيس بلدية ماسا حسين ناصر شدد على أن المكان المزمع إنشاء المشروع فيه "ليس كما يروّج له من قبل الشركة بأنه بعيد أكثر من 5 كيلومترات عن البلدات، وإنما لا يبعد أكثر من 600 متر عن منازل جنتا ومدرسة ماسا الرسمية، وما يقارب الكيلومتر الواحد عن الناصرية". وأكد ناصر أن التحرك من قبل أهالي شرق زحلة وبعلبك "ليس سوى تحرك تحذيري"، وأنه ستتبعه تحركات احتجاجية وخطوات تصعيدية حسب تطور الأمور وردود فعل المسؤولين في الوزارات المعنية.
النائب السابق حسن يعقوب الذي شارك في الاعتصام أشار إلى ضرورة "متابعة دقيقة من المعنيين للمشروع"، مشدداً على موقفه من أنه "ليس ضد المشاريع التي توفر فرص عمل للعاطلين من العمل من أبناء البقاع، كما وليس ضد زيادة الاستثمار في المنطقة، وإنما نحن ضد المشاريع التي تحمل الأمراض والسموم".
من جهة ثانية، عقدت شركة الموسوي للصناعة والتجارة العامة "MIT" يوم أول من أمس في أوتيل رنا في أبلح لقاء "لإطلاع الرأي العام" على سلامة مشروع معمل الإسمنت الذي تنوي الشركة إنشاءه في منطقة جنتا. مدير الشركة علي الموسوي أوضح أن المشروع سيقام في "منطقة حدودية جردية شاسعة وغير صالحة للزراعة وتبعد حوالى 5 كيلومترات عن أقرب منزل موجود على الحدود اللبنانية ـ السورية"، مشدداً على أن المعمل سيعتمد "المعايير والمواصفات التي ترعى شروط الصحة والسلامة العامة، فضلاً عن تطبيق الشروط التي تفرضها وزارات الصناعة والصحة والبيئية والطاقة، وهو سيوفر من جهة ثانية أكثر من ألف فرصة عمل وسيحارب الاحتكار"، بحسب الموسوي.