قبل نحو خمسة أشهر وقّعت شركة «ZR HOLDING» المملوكة من الأخوين تيدي وريمون رحمة اتفاقاً مبدئياً مع مساهمي «فرعون وشيحا» لتملّك 80% من أسهم المصرف بعد تخمين قيمته بمبلغ 91 مليون دولار، إلا أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لم يوافق على هذه الصفقة، وعزا السبب، في تصريح إلى «الأخبار» حينها، إلى أن الصفقة المطروحة «تخالف التصوّر الذي يرسمه مصرف لبنان للقطاع المصرفي، علماً بأنه ليس لدينا ملاحظات على المساهمين» (http://www.al-akhbar.com/node/218688)، فيما أوضحت مصادر مطلعة أن توجّهات سلامة تركّز على أن تكون الجهة الشارية أو الدامجة من ذوي الخبرة في العمل المصرفي، وهذه المواصفة لا تنطبق على الأخوين رحمة.
إزاء رفض سلامة دخلت مصارف عدّة (كبيرة وصغيرة) على خطّ التفاوض مع مساهمي «فرعون وشيحا»، لكن غالبيتها اصطدمت بالاتفاق الأولي الموقّع مع الأخوين رحمة، الذي يفرض عليهم صياغة صفقة بثلاثة رؤوس، أي أن يكون الأخوان رحمة جزءاً من أي صفقة يجريها مساهمو «فرعون وشيحا» مع طرف ثالث.
هذه الصيغة لم تكن عائقاً أمام انطلاق المفاوضات مع «البنك اللبناني السويسري». رئيس مجلس إدارة البنك، تنال الصباح، لم يمانع وجود «ZR HOLDING» ضمن المساهمين الرئيسيين للمجموعة المصرفية الناشئة من عملية الدمج، بشرط أن تنال هذه الصيغة موافقة سلامة. تشير مصادر مصرفية مطلعة، إلى أن رغبة الطرفين في إنجاز الصفقة والاندماج تعزّزت بعدما تبيّن أن موافقة سلامة متاحة، وهو الأمر الذي جعل النقاش يصبّ في الصيغ المتاحة التي تحفظ مصالح الأطراف المعنية، ولا سيما أن عملية الدمج ستقلّص حصص المساهمين في المجموعة الناشئة وستؤدي إلى تغيرات بنيوية في هيكلية الملكية والمساهمين.
حتى الآن، تقول المصادر إن السيناريو الأكثر جديّة الذي يجري نقاشه حالياً بين الأطراف الثلاثة يتضمن مجموعة من النقاط، أهمها:
ــ بما أن رأسمال بنك فرعون وشيحا مكوّن من الأموال الخاصة البالغة 40 مليون دولار ومن مجموعة عقارات مخمّنة بقيمة 25 مليون دولار، سيجري فصل العقارات عن رأس المال النقدي (الرأسمال والاحتياطات) من خلال نقلها إلى شركة عقارية يتملكها الأخوان رحمة. وبحسب مصادر مصرفية مطلعة، تحظى هذه الصيغة بتأييد حاكم مصرف لبنان، واعتبرت أنها الصيغة الأمثل لإتمام صفقة بيع «فرعون وشيحا» بعيداً عن مشاكل هذه العقارات التي صادرها الجيش اللبناني، بموجب قانون المصادرات لعام 2003، وما نجم عن ذلك من دعاوى قضائية رفعها البنك أفضت إلى أحكام بالتعويض له ببدل سنوي قيمته نحو مليوني دولار. سيضاف إلى الأموال الخاصة أرباح 2014 البالغة نحو 3.5 ملايين دولار، لتصبح القيمة نحو 43.5 مليون دولار، وسيجري احتساب القيمة السوقية للمصرف على أساس 1.5 مرة الأموال الخاصة، فتصبح نحو 65 مليون دولار.
ــ يتضمن الاندماج خطوتين: الخطوة الأولى تنطوي على نقل 80% من أسهم (المساهم الأكبر) ناجي فرعون وبعض حملة الحصص الصغيرة في «بنك فرعون وشيحا» إلى ملكية «ZR HOLDING». وفي انتظار أن يقرّر ثاني أكبر المساهمين بيار ضومط بيع أو الإبقاء على حصّته (14.61%) وحصّة الوزير ميشال فرعون وشقيقتيه (5%)، فإن الخطوة الثانية تتضمن انتقال موجودات ومطلوبات «فرعون وشيحا» إلى موجودات ومطلوبات «البنك اللبناني السويسري»، وبالتالي ستبلغ الأموال الخاصة للمجموعة المصرفية الناشئة عن الدمج نحو 120 مليون دولار، وسيجري احتساب حصص المساهمين على هذا الأساس.

يجري التفاوض على تسعير فرعون وشيحا على أساس 1.5 مرة الأموال الخاصة
وعلى سبيل المثال، إن حصّة «ZR HOLDING» لن تزيد على 30% بعد الدمج، فيما حصّة المساهم الأكبر في البنك اللبناني السويسري، أي رئيس مجلس إدارته الحالي، قد لا تزيد على 40% من أسهم المجموعة الناشئة.
ــ بعد الدمج ستكون رخصة واحدة عاملة في السوق، فيما الثانية ستكون رهن شروط حاكم مصرف لبنان بشطبها أو الإبقاء عليها. لكن يتردّد بين المصرفيين أن شطب الرخصة بناءً على طلب مصرف لبنان يتضمن تعويضات للمجموعة الناشئة عن الدمج متصلة بالقرض الميسّر من مصرف لبنان.
ــ سيكون لدى ZR HOLDING ممثلاً في مجلس إدارة المجموعة الناشئة عن الدمج، وهناك اتفاق على أن يُسند إليها دور تنفيذي مهم في عملية التوسّع إلى العراق التي تعتزم المجموعة القيام بها فور اندماجها.
العنصر الجاذب في «بنك فرعون وشيحا»، هو أن لديه ودائع قيمتها 300 مليون دولار، ويحقق أرباحاً بلغت 3.5 ملايين دولار في عام 2014 و4.8 ملايين في عام 2013. أما البنك اللبناني السويسري فهو مملوك بنسبة 64% من تنال الصباح و6% لشقيقتيه، ويساهم فيه خاطر أبو حبيب، رئيس مجلس إدارة مؤسسة كفالات (10%)، وفيه أيضاً مساهمات سعودية مثل عبد الله بن صالح العتل (4.9%). ولدى هذا المصرف ودائع تزيد قيمتها في 2013 على 1.3 مليار دولار، ورأسماله 120 مليون دولار.
أما ZR HOLDING المملوكة من الأخوين رحمة، فهي مجموعة تعمل في مجال تملّك الأسهم والحصص في شركات داخل لبنان وخارجه، ولديها استثمارات في العراق، ولا سيما في مجال الاتصالات بالشراكة مع «أورانج» الفرنسية، كذلك سبق أن حصلت على عقود من الجيش الأميركي لتوريد الطعام إلى جنوده في العراق، ولديها رغبة واسعة في الدخول إلى القطاع المصرفي في لبنان، وخصوصاً أنها كانت قد شاركت في المنافسة على شراء «ستاندر أند شارترد»، الذي استحوذ عليه «سيدروس انفست بنك»، وحاولت تسويق صفقة دمج بنك فرعون وشيحا لدى عدد من المصارف العاملة في السوق المحلية قبل فتح المفاوضات مع «اللبناني السويسري».