أعلنت الصين والهند يوم أمس اتفاقهما على الحفاظ على السلام في المنطقة الحدودية المتنازع عليها في الهيمالايا، بعد يومين من المحادثات بهذا الشأن، في وقت حذرت فيه روسيا الولايات المتحدة من إرسال منظومة صواريخ بالستية «دفاعية» إلى كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أن من شأن الخطوة هذه أن تهدد الأمن الإقليمي. وفيما تقول واشنطن إن الهدف من نشر المنظومة الصاروخية المعروفة باسم THAAD في كوريا الجنوبية هو «ردع الاستفزاز العسكري لكوريا الشمالية»، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن من شأن خطوة واشنطن أن «تثير المخاوف من التأثير الهدام لنظام الدفاع الصاروخي الأميركي على الأمن العالمي».

وأوضحت الخارجية الروسية أنه «في إقليم حيث الوضع الأمني معقد للغاية، (من شأن خطوة واشنطن) أن تدفع نحو سباق تسلح في شمال شرق آسيا، وتعقّد أكثر أي حل محتمل للمسائل النووية في شبه الجزيرة الكورية»، علماً بأنّ الصين أيضاً رأت أنّ من شأن نشر النظام الصاروخي الأميركي أن ينسف الاستقرار والسلام في الإقليم. ولا تنفصل هذه المجريات عن مناورات الإنزال الضخمة التي ستجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في 28 الشهر الجاري، والتي ستتوج التدريبات العسكرية المشتركة التي ترى فيها كوريا الشمالية «تمريناً للاجتياح»!
يترافق التسخين الأميركي هذا مع محاولات صينية-هندية لتبريد «مسرح العمليات» الإقليمي نفسه، اذ أبدت حكومتا الصين والهند بعد جولة المحادثات بينهما حول الحدود المشتركة في جبال الهيمالايا رغبتهما في الحفاظ على الهدوء والسير قدماً في المفاوضات. و«اتفق الطرفان على اتخاذ الخطوات الضرورية للحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية، كشرط مسبق للتطور المستمر للعلاقات الثنائية»، قالت وزارة الخارجية الهندية عقب الاجتماعات الثنائية التي تقررت خلال زيارة الرئيس الصيني للهند العام الماضي، والتي تأتي تسبق زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى الصين في شهر أيار المقبل.
(أ ف ب)